عبدالله باكداده .. وحظه العاثر
كمال محمود علي اليماني
كمال محمود علي اليماني –
قال الشاعر قديما :
إن حظي كدقيق بين شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم قال قوم اتركوه
إن من أشقاه ربي .. كيف أنت تسعدوه .
تذكرت هذه الأبيات وقد جالت بخاطري حالة العزيز االشاعر والإعلامي الجميل عبدالله باكداده بعد أن أتت نيران الحريق على بيته وماتركته إلا حيطانا يعلوها السخام تذكرتها وقد تنكر له بعض ممن كان يعدهم أصحابا وتولى عنه ذوو الشأن الثقافي في البلد . وتساءلت –بيني وبين نفسي – هل إن الظروف التي تمر بها البلاد من أقصاها إلى أقصاها من مؤامرات داخلية وخارجية واحترابات ونزاعات مبثوثة هنا وهنا وتفجيرات وعمليات إرهابية تخلف ضحايا برئية تهز الضمير اليمني بين الحين والآخر وفتائل منثورة في هذه المدينة وتلك تنتظر من يشعلها لتنتشر النار في الهشيم فتأكل الأخضر واليابس فلا تبقي ولاتذر هل إن كل هذا قد ألقى بظلاله الكئيبة على حالة العزيز باكداده حتى جعلها تتوارى بالحجاب أما من أحد يقيظه الله ليقول (( ردوها علي )) ¿ أهو ذات الحظ العاثر الذي واكب رحيل الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم قبل واحد وعشرين عاما إبان الأزمة الطاحنة بين قيادتي الشطرين وقبيل حرب عام 1994م فغدا رحيله خبرا تتناقله وكالات الأنباء والإعلام والصحف كأنه رحيل واحد يتكرر كل عام ¿ أهو ذات الحظ العاثر الذي وافى رحيل القامة الوطنية عبدالله عبدالمجيد الأصنج حتى أنه مر ولم يعلم به الكثيرون من أبناء وطنه إذ غطت عليه أنباء الحوثي وأعوانه وحروبهم مع السلطة قبيل اجتياحهم العاصمة صنعاء¿ وهب أن الظروف لم تخدم الشاعر الباكداده في محنته أتراها تصلح لأن تكون شماعة نوقفها في وجهه ونعلق عليها خيباتنا ونكراننا وجحدونا له ¿
أتقوى تلكم الشماعة على أن تقف ثابتة أمام نظرات السخرية التي ستطلقها عليها شزرا عين الحقيقة حين تنظر إليها معرية إياها مما يستر عورها ¿
هل مايحيق بالبلاد من مكر و دسائس ومن مخاطر محدقة يمنع إدارة الثقافة على أن تتلمس أوضاع الباكداده ¿ وهل يقف كل هذا حاجزا منيعا أمام قيادة المحافظة في عدن فيحرمها فرصة أن تسأل لتعرف ثم للتحرك لتأدية مايمكنها تأديته في حال كهذه ¿ هل يعجز اتحاد الأدباء والكتاب اليمني بأمانته العامه وهل يعجز الفرع عن إطلاق ولو مناشدة تضامنية مع هذا الشاعر الجميل لاباعتباره شاعرا جميلا ولكن باعتباره واحدا ممن يحملون بطاقة عضوية هذا الإتحاد ¿ مناشدة فقط وبيان توصية أهذا كثير على الإتحاد أو فرعه ¿
وماذا عن قيادة وزارة الثقافة أتقف هي عاجزة أيضا متحججة بالأوضاع كأنما أوقفت تلكم الأوضاع سريان الدم في أو صالها فتركتها جثة هامدة لاحراك لها ¿
تساؤلات كثيرة دارت بخلدي أحببت أن تقفوا معي على بعضها فلعل في وقوفكم عليها مايحرك ركود ماء بركة التجاهل الآسنة … فهل منكم من يرمي الماء الآسن بحجر ¿¿¿ ليت أحدكم يفعل …