أين المعلامة¿¿

عبدالرحمن بجاش


 - 
بين لقطاتي التي خرجت بها عدستي من قريتي الاثيرة, لقطه ركزتها على نافذة في دار قديم ذلك هو دار القاضي حزام عون رحمه الله الدار صار مهجورا ككل الدور القديمة في القرى اليمنية بعد أن هجرها ساكنوها ليزحموا المدن بالشكل الذي نراه الآن وهو

بين لقطاتي التي خرجت بها عدستي من قريتي الاثيرة, لقطه ركزتها على نافذة في دار قديم ذلك هو دار القاضي حزام عون رحمه الله الدار صار مهجورا ككل الدور القديمة في القرى اليمنية بعد أن هجرها ساكنوها ليزحموا المدن بالشكل الذي نراه الآن وهو على أية حال خطأ التنمية العرجاء !! التي بدأت من المدن غير آبهة بالريف فتبين الآن أن لا تنمية لا في الريف ولا في المدينة صاحب ذلك الدار علم آباءنا كيف يكتبون وصرنا نميز بين خط وخط !! الآن كل من تخرجوا من الجامعات تراهم يخربشون ولا يكتبون من يتميز بخطه وإملائه هم نحن الذين قرأنا القرآن في المعلامة, واليها هفي قلبي وعقلي فبادرت أول ما وصلت إلى القريه لزيارتها للأسف وما عصر روحي عصرا أن حتى أحجارها نقلت إلى مكان ما …في جدار ما !!, لم يبق منها سوى مكانها وثمة شجيرة ارتفعت في الزاوية المجاورة لما أسميته ذات موضوع هنا (( الجامعة)) إذ أن أقراني وأذكر منهم محمد طربوش ناجي أكمل ختم المصحف الكريم فنقله ((الفقي)) علي نعمان رحمه الله إلى سفينة النجاة, فكان لا يجلس معنا بل في تلك الزاوية يقرأ كل صباح ما تيسر منها ويعود إلى قريته القريبة منا أو هي جزء من قريتنا (( المجúزعة)) صار محمدا وسفينته شجيرة خضراء تزين المكان وصار كثيرون من المعالمة أثرا بلا عين !! هنا حدثت نفسي لحظتها وعيني تمسحان المكان: كنا نهب صباحا نتسابق اولا على الدخول إلى قاعتها فنكشف عن سيقاننا لنجدها خلال لحظات وقد تجللت بالسواد والسواد قمúل يغطي المكان بسبب الرطوبة, فيخرج كل منا لينزل حمولته تحت الشمس لنعاود الكرة مرات حتى يأتي ((الفقي)) علي ليسمعنا (( شباش )), لتبدأ الفقرة التالية, كل واحد منا يحسس كيسه ويضع لوحه جانبا (( يا فقي أمي أرسلت لك قرص بر )) فيتهلل وجهه فرحا : اصلحك الله اجلس جمبي وسمع تجلس تسمع يقولها مرة أخرى: قم امح لوحك يأتي الآخر بعشرú ثالث بحلاوة, رابع بعصى طويله يستطيع أن يلكز بها آخر معúلمöي على الصدر في نهاية المعلامة, نمحي ألواحنا ,ونتركها تجف نجهز في الأثناء ((الدواه والقلم)) نطلي الواحنا بمادة ((القططú )) الذي يشبه النورة أو الجص ويجلبه المعالمة الكبار من مسافات بعيدة يتسلقون اليها في بطون الجبال ونكتب عليها ما يحدده الفقي وهكذا حتى يحين (( حöن الغدا )) عند العاشرة صباحا يذهب ((الفقي)) إلى المسجد لصلاة الضحى تخرج جدتنا زوجته رحمها الله (( كتلي المزغول )) قهوة بالسكر نظل جميعا نمصمص شفاهنا عليها بدون جدوى فالمزغول خاص بالفقي ومحرم علينا أن نقترب منه لكن ذلك التحريم لم يمنع أشقانا وقد علقه الفقي إلى خشبة المعلامه من رجليه من أن يصل وهو مقلوب إلى الكتلي ويشفط كل ما به ما ادى إلى فوضى خلاقة في قريتنا بسبب المزغول حق الفقي والذي اعتدي عليه ولعب العم قاسم دور كونداليزا رايس فيما بعد !! نتجمع حلقات كل يأتي بما في كيسه, خبز ذره بر هند دخن صلع من كل نوع نذهب لتفتيتها قطع صغيرة وفي لحظة نبدأ بترديد (( قاف قاف …..الله يبارك بالعواف )) . يذهب أحدنا إلى وراء الدار الكبير لير ((دقم مهير)) هناك عرض جبل ذبحان فندرك أن وقت الظهر أزف فنتفرق كل إلى بيته في قريتنا من يأتون من القرى المحيطة يروحون نحن بلمح البصر نتجمع من جديد ونتجه إلى الكريف نخوض عباب الماء قدر ما نستطيع لنعود للغدا لنخرج من جديد للعب الحادي أو 7 صاد أو غمياني في دهاليز الدور العتيقة المظلمة ولا زلنا نلعبها إلى اليوم !! ولكن حسب قواعد لعب جديده سنبدأها من اللحظة …. خلاصة الأمر أنني لم أجد معلامتي في المكان الذي تركتها فيه وإن ظلت تسكن أعماقي أتملى في تفاصيل أهم لحظات حياتي حين أريد …..
اين المعلامة/ علي قاسم/ ج10

قد يعجبك ايضا