مرحلة الشراكة في الوطن

جميل مفرح


 - يمر الوطن في الوقت الراهن- وإن مرورا بطيئا- من عنق الزجاجة وهذا ما يبعث الكثير من الأمل والتفاؤل في تجاوز الكثير من التوقعات والاحتمالات السلبية المتشائمة التي كانت وكان
يمر الوطن في الوقت الراهن- وإن مرورا بطيئا- من عنق الزجاجة وهذا ما يبعث الكثير من الأمل والتفاؤل في تجاوز الكثير من التوقعات والاحتمالات السلبية المتشائمة التي كانت وكان وما يزال الكثيرون من لاعبي الشد والدفع السياسي يصرون على وضعها متنا وجوهرا في الصورة الكلية لواقع الوطن مستفيدين من وراء ذلك الإقلاق والتحريك والتحفيز بفرض بقائهم ضمن عناصر الفعل السياسي من جهة واكتساب مساحات عريضة أو مناسبة في منحنى القبول والتأييد الجماهيري والشعبي, غير مدركين أنهم إنما يقتربون بشكل حثيث من خطوط النهايات لكل أوجه وصور النفوذ التي ظلوا وما يزالون يأملون تحقيقها والتصرف فيها بمطلق الحرية والحاجة.
هؤلاء بالطبع من الصعب أن ينهزموا ويرضوا بالأمر الواقع وإذا وجدناهم مهزومين أو راضين بواقعهم فما ذلك إلا تمترس جديد وراء لعب جديد بصورة جديدة ولكن لتحقيق مآرب وغايات قديمة, هي ذاتها تلك المآرب والغايات التي كانوا أو سيظلون يراعون تحقيقها إن لم يكن من أجل حاجاتهم ومشاريعهم القديمة فمن أجل مشاريع وحاجات ومصالح جديدة لا تختلف في صورتها وطبيعتها عن تلك القديمة خصوصا في عوائدها وطبيعة ما تحققه من نتائج لا تصب في الأخير في أوان غير آنية النفعية الشخصية المحدودة والبحتة.
إنهم لا ينهزمون وكلما وقعوا قاموا على أقدامهم من جديد وهذا هو ما يخشى على البلاد والوطن آثاره وعوامله وفاعليته.. نعم يسيرون حيث يسير الكل حين يدركون قلة الحيلة ويظهرون في هيئات الملائكة الصالحين, غير أن ما يمارسونه أو يديرونه ويخططون له في الخفاء يظل لا يبارح دوائر الشيطنة والانتهازية والأنانية المطلقة التي لا تراعي قيمة من القيم السامية ولا تؤمن بالمرة بالمثال والإيثار والمصلحة العامة ولا تؤثر فيها عواطف وصفات كالحب والرحمة والإنسانية ولا تعترف بأشياء كالوطنية والتضحية والتنازلات.. مخلوقات تشعرك أنها وجدت فقط لتعيش لنفسها ولتسخر كل الوجود من حولها من أجل ضمان ذلك العيش الرخيص!!
نعم يميلون حيث تميل الريح حين يلزمهم ذلك ولكنهم أيضا لا يتورعون ولا يتراجعون عن أن يجابهوا الموج ويدمرون السفن ويحرقون الماء إذا لزم الأمر أيضا.. يدهسون الرغيف لئلا يناله سواهم من المسحوقين والجائعين والمحتاجين ويستعبدون ويذلون ويظلمون وينفرون حين يقدرون.. وهؤلاء هم من يخشاهم أبناء الوطن الذين باتوا يعرفونهم ويعرفون كل سلوك وفعل وتصرف يدل عليهم.. لم يعودوا يستطيعون اليوم العيش في الظل والكمون وراء الأحداث والمتغيرات التي بدأت تكشف وتصنف البشر وتوضح من يقف وراء الكثير مما جرى ويجري من اضطرابات في الأمن والاقتصاد والسياسة وكل ما يعني ويخص حياة الناس عامة ويعطل الوجود من حولهم.
اليوم نعلم أنهم هنا بالقرب منا في كل مكان يحيطون بنا يراقبوننا وعيون آمالهم ما تزال تقدم شررا مخيفا وإن ظهروا في أزياء الدعة والسماحة.. ولكن هيهات.. بتنا نعرفهم وتعودنا عليهم تعودنا على تعاقب النهارات والأمسيات بل حتى كما تعودنا على عملية الشهيق والزفير لنتنفس وبالتالي لنعيش.. باتوا أكثر وضوحا وانكشافا مما نحتاج إليه لنقول لهم كفى دعونا نعش يا هؤلاء الحياة متسعة وكافية لنعيشها معا لن نستأثر به كما فعلتم وتفعلون وستفعلون لو هيئ لكم في أية لحظة قادمة.
أخيرا أود طمأنة الكثيرين من أبناء الشعب الذين يؤثرون فيهم أولئك المتغيرون المتقلبون بأن المرحلة الحالية وإن كان فيها ما فيها من الشدة والاضطراب الشكلي الظاهر إلا أنها مرحلة تستحق التفاؤل وعقد الآمال الطيبة في قدر من الأمن في مختلف نواحي الحياة الاقتصادية والأمنية والسياسية فالسنوات القادمة ستكون مختبرا حقيقيا لنهوض يمني حقيقي علينا استغلاله الاستغلال الأمثل الذي يخدم وطننا بالدرجة الأولى ثم يخدمنا ويقدم لنا ما ظللنا نتمناه من حياة مؤمنة كل نواحيها.. المرحلة مرحلة تغيير حقيقي بالفعل ومن تجاربنا وما مررنا به من سواد وذقناه من مرارات لا أظننا إلا سنكون عند مستوى المسؤولية لنعيش حياتنا لوطننا ولأنفسنا ولمستقبلنا وأبنائنا لا أن نعرى ونجوع ونقاتل ونقتل ونختلف ونتفق بل نعيش ونموت من أجل حفنة من المستغلين والانتهازيين الذين يجب ألا نسمح باستمرارهم في قتلنا وقتل وطننا من أجل مصالحهم ومنافعهم واستمرار حياتهم هم وحسب.

قد يعجبك ايضا