كل تأخير فيه خير

يكتبها: علي بارجاء

 - يتطلع اليمنيون بشغف الباحث عن سبيل للخروج من سنوات الشقاء والحرمان إلى عهد جديد بكل ما تحمله الكلمة من معان سامية تليق بوطنهم الذي يبدو أنه قد وضع أولى خطواته على الطريق
يتطلع اليمنيون بشغف الباحث عن سبيل للخروج من سنوات الشقاء والحرمان إلى عهد جديد بكل ما تحمله الكلمة من معان سامية تليق بوطنهم الذي يبدو أنه قد وضع أولى خطواته على الطريق الصحيح ليكون وطنا لكل اليمنيين. يتطلع اليمنيون بكل فئاتهم إلى معرفة من هو هذا الوطني المستقل الكفؤ النزيه الذي سيعلن عن اسمه رئيسا للحكومة القادمة. القادر هو ومن معه من الوزراء الوطنيين الأكفاء لقيادة الوطن في مرحلة جديدة كفيلة بإعادته إلى صورته الحضارية التي تليق به يمن الإيمان والحكمة والسلام والتنمية والبناء والتطوير والتحديث يمن يجعل ابنه حيثما ارتحل وحل يفتخر بانتمائه إليه ليقول: (أنا يمني) بعد أن تكون قد تحققت له كل الأحلام فعاش كريما آمنا حرا مكتفيا مستقرا في وضعه المالي قادرا على تلبية احتياجاته واحتياجات أسرته في المسكن والملبس والمأكل والتعليم والتطبيب والترفيه.
المواطن العادي مستعجل كثيرا ليرى بشائر العهد الجديد متحققة على الواقع ويرى أن تأخير إعلان اسم رئيس الحكومة قد يكون بسبب استمرار الأزمة التي تنفس الصعداء بانزياح غمتها وبخاصة أنها ربما المرة الأولى التي يتأخر فيها الإعلان عن اسم رئيسها بهذا الشكل وفي ظرف كهذا.
إن تأخر الأطراف المعنية في التوافق على مرشح بعينه تستوفي فيه الشروط المتفق عليها أمر يضع تساؤلات كثيرة أقلها: ألا يستطيع اليمنيون أن يوحدوا صفهم ويجمعوا أمرهم لكي يتفقوا وبخاصة في مرحلة دقيقة وحساسة من حياتهم¿! ناهيك عن تساؤلات أخرى فهل شروط الكفاءة والنزاهة والاستقلال شروط لا يمكن أن تجتمع في واحد¿ وإن اجتمعت في كثير فإن واحدا منهم يمتنع ويترفع عن تولي منصب بهذا الحجم¿ وهذا أمر يستحق الدرس. في حين أن تولي هذا المنصب يعد خدمة جليلة للوطن والشعب لمن يقبل به. فهل امتناع من يستحق عن القبول هو الخوف من أن يكون مجرد اسم فلا تمكنه القوى المتنفذة في الدولة من ممارسة عمله وأداء دوره على الوجه الأكمل فلا تنفذ قراراته وتوجيهاته التي هي في الغالب ستكون متفقة مع الأنظمة والقوانين ومراعية للصالح العام¿
يبدو أن المرحلة الحالية التي يشهدها اليمن أصبحت مهيأة للبدء ببناء دولة النظام والقانون القائمة على العدالة والمساواة والديمقراطية فلا مجال فيها لمتنفذ أو فاسد يعيقها عن السير في الطريق المرسوم لها
لكن أهم ما يلاحظ في هذا التأخير أمران: أولهما أن مدة الشهر للإعلان عن الحكومة مؤشر إلى أنها ستكون حكومة تنقذ اليمن من أزماته وتنتشله من واقعه المتردي إلى واقع أفضل يليق بشعبه وتاريخه العريق. وثانيهما أن الأحزاب السياسية غير قادرة على أن تتولى الحكم إلا مؤتلفة متوافقة وأن حزبا واحدا لا يستطيع بالاعتماد على كوادره أن يقدم لنا حكومة تقوم بدور الحكومة التي ننتظرها وبخاصة على المدى المنظور.
لا شك أن بلادنا قادرة على اجتياز كل أزماتها ومحنها بسلام وأنه لا يزال فيها من هم أحرص على أهلها من أن يدقوا بينهم عطر منشم.
وأخيرا ليس لنا إلا أن نتوقع الأفضل وأن نتمثل بالمثلين القائلين: (كل تأخير فيه خير) و(العجلة من الشيطان والراضة من الرحمن).

قد يعجبك ايضا