لايزيد عليك ابن عمك ¿!

فكري قاسم


 - يبدو حال اليمنيين صعبا .. شعب بأكمله كل واحد ينام ويصحو  وهو منشغل كيف يطير  بالذي جنبه . 
هي ثقافة أخنا عليها منذ الصغر .
يبدو حال اليمنيين صعبا .. شعب بأكمله كل واحد ينام ويصحو وهو منشغل كيف يطير بالذي جنبه .
هي ثقافة أخنا عليها منذ الصغر .
الآباء – ظنا منهم أنها طريقة جيدة للتربية – شحنوا أبناءهم خصومة مع الاخر ومكنوهم : انتبه ابن عمك يزيد عليك .. انتبه ابن خالك يطلع أحسن منك .. لاتخليش أحد يجلس مكانك . حتى كبرنا ونحن مجتمع كله مشتبك في بعضه .. ومافيش عاقل ” يفرع” .
في الوظيفة العامة كل واحد يفكر كيف يطير بالذي جنبه ويصبح هو الكل بالكل .. وفي الشارع كل واحد ينظر للآخر بريبة وكأنه ماشي في الشارع حق أبوه .
صراعاتنا السياسية كلها لها علاقة مباشرة بتربيتنا الأولى . كل حزب يصل إلى السلطة يقضي ثلثي من وقته وهو يفكر ويخطط كيف يزيح الكل من طريقه . أحزاب المعارضة هي الأخرى تعيش عمرها منشغلة بالوصول إلى السلطة لا لتعمر ما أفسده ” الحاكم” اللي دوشوا رؤوسنا بالحديث عن مساوئه بل لتزيح الحاكم مع حزبه وسنسفيل أهالي أهله كمان.
تتعرض البلد – يوميا- بمؤسساتها وهيئاتها وطبائع الناس فيها إلى دمار نفسي وذهني واقتصادي واخلاقي معا – واحنا على عادتنا نعيش الحياة معززين بنفس القناعة السمجة ” انتبه يزيد عليك ابن عمك “.
حتى ونحن نتحاور لا نفعل ذلك لنصل إلى رؤى واحدة حول مشاكلنا المتراكمة – حد التضخم – بل نتحاور بروح “هاضاك “الإنسان ” الزقوة” اللي مايشتيش واحد يزيد عليه أو يطلع أحسن منه حتى لو هو حمار وبليد ومنيل بستين ألف نيلة .
حتى في مشاكلنا الدينية والمذهبية كل الأطراف توحد الله ورسوله ولكن كل واحد منهم يشتي يكون هو الوكيل الوحيد للجنة وللنار وإلا حرام ” ماتنزل طبة ” !
نحن لانتنافس لتقديم خدمة اجتماعية أفضل .. أو لتقديم تنازلات من شأنها أن تنشر المحبة والسلام في نفوس الناس بل نتنافس – كما هو واضح – حول من ” يبطح ” الثاني أكثر ..ومن “يفجع ” الثاني أكثر .. من يكسر مهابة الآخر أكثر .. من يسرق أكثر .. من يعصد أكثر .. ومن يفرخ – للحياة – مجانين أكثر ومجاذيب أكثر وبلاطجة أكثر وإرهابيين أكثر وفوضويين أكثر وكذابين أكثر وتافهين أكثر .. و.. قلك نشتي نبني بلاد ¿! العيش بهذه الطريقة لايبني بلدا حتى ولو من صلصال .
Fekry19@gmail.com

قد يعجبك ايضا