مرحى يا عراق (7)

أ.د عمر عثمان العمودي

 - - استقلال العراق المعاصر عام 1921م:
تطلع أحرار وثوار العراق إلى استقلال وتحرير بلادهم من الحكم العثماني وبصورة خاصة منذ بداية القرن العشرين وتضامن
– استقلال العراق المعاصر عام 1921م:
تطلع أحرار وثوار العراق إلى استقلال وتحرير بلادهم من الحكم العثماني وبصورة خاصة منذ بداية القرن العشرين وتضامن بعضهم مع إخوتهم الأحرار في بلاد الشام الأكثر نزوعا ورغبة في التخلص من الحكم العثماني الذي كان شديد الوطأة عليهم وارتبطوا ببعض الجمعيات والتنظيمات السرية العربية وتطور هذا التوجه بعد استيائهم من ساستهم قادة جمعية الإتحاد والترقي الذين نجحوا في عزل الخليفة عبد الحميد الثاني 1909عندما استبدوا بأمر الدولة العثمانية وانحرفوا بمفهوم الإصلاح السياسي والاجتماعي من نهضة وإصلاح سياسي يقوم على التنوع الثقافي والفكري واللغوي والتسامح القومي لمصلحة كل أبناء الدولة العثمانية إلى التعصب للقومية التركية وفرض سياسة التتريك واللغة والثقافة والمصالح القومية التركية على الغير من غير الأتراك.
ومع ظهور نذر وبوادر الحرب العالمية الأولى عقد أحرار الشام والعراق عدة اجتماعات سرية لهم شاركهم فيها بعض أبناء شريف مكة الحسين بن علي من أجل الانتصار لحقوق أبناء الولايات العربية وتحددت أهداف الثوار العرب مع قيام الحرب العالمية الأولى وكلف الشريف حسين بالتواصل السري مع المندوب السامي البريطاني المدعو مكماهون,وحصل الثوار العرب وفقا لتلك المراسلات بين 1915و1916م على وعد بريطاني بإعطاء العرب حق تقرير مصيرهم العربي القومي إذا ناصروا بريطانيا وحلفاءها ضد الدولة العثمانية وحلفائها وحددت المعالم الأولية لدولة العرب من جنوب آسيا الصغرى إلى عدن ومن العراق شرقا إلى البحر المتوسط غربا وعلى هذا قامت الثورة العربية التي وصفها أنصارها بالكبرى ولعب الثوار العرب دورا كبيرا ضد الوجود العثماني في الجزيرة العربية وبلاد العراق والشام وكانوا من ركائز هزيمة الأتراك في تلك الحرب.
ولم يحصل العرب في نهاية تلك الحرب على حقوقهم السياسية وفقا لتلك الوعود, لأن بريطانيا وحلفاءها تنكروا لهم وسعوا إلى تقسيم بلادهم لمصلحة بريطانيا وفرنسا وفقا لمعاهدة سايكس-بيكو السرية التي عقدتها الدولتان على حساب العرب,كما وجهت ضربة قاسية أخرى تمثلت في إصدار بريطانيا لما سمي بوعد بلفور المشؤوم في نوفمبر1917م وفيه وعد صريح لليهود الصهاينة بتمكينهم من أرض فلسطين وفرض سيادتهم عليها.
كان على رأس الثوار العرب الذين دخلوا دمشق عام 1918م الأمير فيصل بن الحسين وقد أعلن منها قيام مملكة بلاد الشام العربية عام 1918م.
وعندما طردت فرنسا الملك فيصل بن علي عام 1920م في أعقاب هزيمة العرب في معركة ميسلون مع الجيش الفرنسي الاستعماري القوي تحرك من الحجاز الأمير عبد الله بن الحسين بقوة عسكرية في حدود المتاح له وبتوجيه من والده الحسين بن علي من أجل الدخول إلى دمشق وطرد الفرنسيين منها ولكنه لم يستطع أن يتجاوز حدود الأردن وعمان التي جعلها مقرا له ولقواته.
وظل الملك فيصل بن الحسين بلا مملكة وبقي أخوه عبد الله بن الحسين في حدود مدينة عمان وما حولها حتى جاءهم الفرج من بريطانيا عندما رأى بعض ساستها مثل تشرشل أن من مصلحة بلادهم تأسيس مواصلاتها البرية والبحرية إلى الهند درة المستعمرات البريطانية في ذلك الوقت وذلك بمد منطقة سيادتهم من مصر إلى فلسطين والأردن والعراق وفصل نفوذهم المصلحي والسياسي عن فرنسا التي أحكمت احتلالها لكل من سوريا ولبنان وهكذا وانطلاقا من هذه المعطيات تم في عام 1921م تعيين عبد الله بن الحسين أميرا على شرق الأردن وتعيين فيصل بن الحسين ملكا دستوريا على العراق تقديرا لجهودهما في الحرب ومن أجل جعلهما في خدمة السياسة البريطانية ومصالحها القومية وخاصة أنهما ينتميان إلى البيت العلوي الفاطمي الهاشمي الذي يحظى بتقدير واحترام العرب والمسلمين وأما الملك الحسين بن علي فقد فشلت جهوده في جعل نفسه ملكا على العرب وخليفة للمسلمين لأنها خيالية وغير أمينة وقد تمت الإطاحة بحكمه وحكم ابنه علي من وعلى الحجاز لصالح ابن سعود عبد العزيز عبد الرحمن في عام 1925م الذي وحد الحجاز ونجد تحت مسمى المملكة العربية السعودية بدءا من عام 1932م.

قد يعجبك ايضا