قاسم غالب …
عبدالرحمن بجاش
اقبل نحونا ذلك الرجل المهاب بثيابه البيضاء النظيفة وبعمته البيضاء فوق رأسه كلباس علماء “الأزهر” , وربت على كتفينا بحنان وقال لابن عمي – (( احمد قاسم دماج , وكان رهينة في قلعة القاهرة بتعز )) – متسائلا : – اهذا ابن عمك “أول الثائرين ” ابن نقيب الأدباء وأديب النقباء ” ¿! بارك الله فيكم !
تركنا, وسالت ابن عمي عنه فقال :
-انه السجين الوحيد بين الرهائن , وهو أستاذ فاضل , قاسم غالب , يخصص كل وقته لتعليمنا اللغة والتاريخ والجغرافيا والمنطق والأخلاق والحساب . انه أكثر علما من معلمي ” المدرسة الاحمدية ” .قال لي ذلك بافتخار , ثم عرفني بزملائه : – هذا ابن عمي ” العنبري ” من خبت ” ذباب ” ! وهذا ” أمين نعمان البعداني ” , وهذا ” ابن ناصر ” من ” ماويه ” وهذا ” ابن الهياجم ” من ” شرعب “وذلك ابن ” محمد عبد الله جابر ” من ” البوكرة ” الوازعية , وهذا “سلطان احمد بجاش ” من ” المحاولة ” . وظل يطوف بي كل معالم القلعة ومدافعها , وسورها المحيط بها من كل جانب , وأشرفت معه من كل شاهق لنشاهد المدينة بل اليمن كله الذي كنت اعتقده ! وأشرت إلى جبل ” التعكر ” حيث ترقد قريتنا الخامدة في حضنه . عجبت لمناعة هذه القلعة وكيف استطاع العمارون و ” الأساطية ” أن يبنوا سورها على تلك الشواهق دون أن يصابوا بالدوار والخوف أو السقوط إلى الهاوية ……. (( بقي أن أقول أن قاسم غالب احمد كان ثاني وزير للتربية والتعليم بعد ثورة 26 سبتمبر ومن أسس دار القلم ورجل يفترض أن يعاد إليه الاعتبار )).
زيد مطيع دماج …رحمه الله ….من كتابه
(( الانبهار والدهشة )) .