سبتمبر.. وريادة السöلúم

فتحي الشرماني

سبتمبر عنوان ثورتنا الأم وصبحنا الذي أطربت فيه ضحوات الأمنيات, على حد قول المرحوم المبصر عبدالله البردوني .. إن سبتمبر حين جاء رسم طريقا لميلاد كل اليمنيين بلا استثناء, وقد استطاع أن يكبر ويتعملق على الرغم من كل التحديات, لكنه كان وسيظل أستاذا في جمع الكلمة واحتضان كل أبنائه .. ومنú غيره استطاع أن يجمع اليمنيين في لقاء الصلح والسلام وحقن الدماء في عام 1967م¿
أما اليوم فإن وثيقة السلم والشراكة تعطي معنى خاصا لسبتمبر هذا العام لأن قيم سبتمبر لم تتأسس على غير المحبة والتصالح وتشارك الجميع في بناء الوطن, وكم مرت من سنوات كان فيها سبتمبر يحل ضيفا على وقع أزمات وحروب, فيحجب عنا أنواره وإن رأينا المهرجانات الفرائحية تنطلق في جميع المحافظات.
وليس أجمل من أن يحتفل اليمنيون في أجواء عامرة بالسلام .. أدرك أنني أكتب اليوم خطابا عاطفيا, لكن لم يعد أمامي سوى أن ألح على هذه القيمة (السلام) بعدما مر به الوطن من أحداث, فالسلام أم القيم, ويعني الحياة والأمل والمستقبل, والسلام اسم من أسماء الله الحسنى, والسلام بابك يا صنعاء وهو رئتك التي تتنفسين بها .. ولابد أن تجعلوا اتفاق السلام والشراكة اليوم درب اليمنيين كلهم إلى المستقبل.
لكن يبقى على النخب السياسية أن لا تترك مجالا لتأزيم الحياة وقطع دابر الخلاف وهذا يتطلب بالضرورة عقلا وحكمة وشعورا بالمسؤولية, ولا ينبغي أن نترك مجالا لإيغار الصدور ضد بعضها, ما دمتم قد دخلتم في السلم كافة.
لا ينبغي التفريط بما صنعتم من إنجاز أنقذ الوطن وقد كان يشرف على الهلاك .. نحن الآن في مرحلة أحوج إلى النضج السياسي الذي يمتص كل أسباب التوتر إن وجدت .. نحن بمسيس الحاجة إلى الإعلام الهادئ الذي يجمع ولا يفرق, ويبني ولا يهدم.
إن هذا الوطن تعب كثيرا ومن حقه أن يتذوق اليوم طعم السلام .. وسبتمبر يجيء اليوم ليؤكد هذه الحقيقة .. فأجواء التصالح تعيد لسبتمبر ألقه ورونقه, لأن الحروب ذبح للوطن والأحلام والثورة من الوريد إلى الوريد, فمع الحرب لا تنمية ولا تطور ولا نهوض, لأنها كما يقال في المحكية اليمنية (قطاعة رزق).
ومن مظاهر الفرحة أن تمسحوا دموع الحزن عن أسر فقدت عائليها في المواجهات الأخيرة أو أنهم جرحى لايزالون يعانون .. كل ما يمكن إخراجه في مظاهر احتفال ينبغي أن يذهب لهؤلاء ولأسرهم .. فبزيارة هؤلاء تجدون الطعم الحقيقي للسعادة .. هكذا يقول سبتمبر لو قدöر له أن ينطق.