لماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين¿
أحمد سعيد شماخ
الحكومة اليمنية الحالية أو الحكومات المحلية المقبلة معنية برسم ووضع الخطط والاستراتيجيات الزراعية والصناعية والمنجمية بمختلف توجهاتها وتخصصاتها والموجهة للتصدير على أن يسبق ذلك توفير الأمن والاستقرار والقضاء النزيه والعادل وإقامة وإنشاء البنى التحتية والخدماتية والبيئة الملائمة للاستثمار بكل وضوح وشفافية حيث وقد أصبح ذلك اليوم خيارا مهما تستلزمه الضرورة فكما نعلم أن هونج كونج وسنغافورة لا تزيد مساحتيها عن ألف كيلو متر مربع بمعنى أنها دول في شكل مدن فسكان سنغافورة على سبيل المثال لا يتجاوز 5 ملايين نسمة وعدد سكان هونج كونج لا يتجاوز 8 ملايين نسمة تقريبا أيضا فاقتصاد هذه الدول في البداية لم يكن موجه للسوق المحلي بسبب ضالته غير أن قيام وعزم هذه البلدان في إنشاء صناعات متنوعة والاستمتاع بمزايا الإنتاج الكثيف والتكنولوجيا العالية مؤخرا جعل من هذه الدول أن تبرز إلى السطح مؤخرا بفضل هذا الخيار الموجهة للتصدير وليس للسوق المحلية غير انه من الضروري في حالة اليمن أن يصبح السوق المحلي جزءا رئيسيا من الاستراتيجية وليس فقط الإنتاج من أجل التصدير لاعتبار أن اليمن يستورد أكثر من 90% من احتياجاته الاستهلاكية من الخارج ووفقا لذلك فإن سنغافورة واليابان لا تمتلك ثروات طبيعية فهي دول فقيرة الموارد الأولية الطبيعية غير أن اليمن عكس ذلك تمتلك المواد الأولية الطبيعية المتنوعة في الأرض والبحر ولديها ما يكفي من الموارد البشرية الماهرة لكنها للأسف ليس لديها سياسات أو استراتيجيات فاعلة على الأرض توظف بهذا الشأن كما في بقية بلدان العالم التي امتلكت الإرادة والسياسات وتنفيذها بعناية بفضل ما لديها من موارد بشرية ماهرة بل وبما لديها من العلماء والأطباء والمهندسين المهرة إلى غير ذلك من العقول المفكرة ومن مراكز الأبحاث والدراسات المتخصصة وبفضل العقول البشرية التي استطاعت فعلا من توفير ومن تحويل الموارد الطبيعية الأولية المشتراة من الخارج إلى صناعات تكنولوجية عالية موجهة للتصدير نحو الخارج مرة أخرى .