عن الإدارة ثم الإدارة!!
أحمد عبدربه علوي
هناك بيروقراطية بشعة داخل الجهاز الإداري للدولة وتعشعشف هذه البيروقراطية وهذا الروتين داخل الهيئات والمؤسسات والوزارات بشكل مأساوي..
ورغم أن ثورة 21يناير2011م (ثورات الربيع العربي) في أساسها قامت من أجل التخلص من هذه الظواهر السلبية إلا أن الأمور ما زالت كما هي ورغم التأسيس للدولة الحديثة إلا أن ظواهر البيروقراطية والروتين وتعطيل مصالح الناس مازالت تطل برؤوسها وتهدد قيام هذه الدولة العصرية مطلوب تطوير الإدارة الحكومية والاستفادة من تجاوب وخبرات الغير هناك خبرات في مجال الإدارة العامة.. يحبذ التعاون معها في مختلف الجوانب ولكن لن يكون هناك إصلاح إداري على الإطلاق ما زال في اليمن رجال لم يتغيروا رغم الثورات التي مرت بها اليمن نراهم بكل بجاحة لديهم اصرار شديد على إصابة خلق الله بالمعاناة والقرف والنكد ويتسببون في خلق أزمات مع الدولة وهناك حوادث جرت أثناء المعاملات الإدارية المالية كثيرة كنا نود إثارتها في موضوعنا هذا لكننا سنرويها في موضوع لاحق.
وخاصة عن سبب الغباء المتعنت والمتمثل في البيروقراطية المكتبية والروتين المطول المتعمد بتعطيل مصالح الناس.. وما الفلسفة الجهنمية في تطويل الإجراءات نتيجة للروتين العقيم الذي لا هناك أسباب وجيهة من تطويل إجراءات بلهاء تصيب الناس بالأذى النفسي والضيق وتعطيل المصالح هناك قوانين وأنظمة ولوائح لا غاية من وراء هذه النظم واللوائح السارية العقيمة سوى التلذذ بتعذيب المراجعين على وزارة المالية والخدمة المدنية ليست وحدهما التي تحيطها البيروقراطية بل هناك في كل المصالح والهيئات بيروقراطيات متأصلة لدرجة أن الناس من كثرة التعامل معها اعتقدوا أنها باتت قانونا !! الجهات التي تتفنن في إصدار قرارات لا تحقق نفعا للناس وإنما تخلق بيروقراطية وروتينا إنما يتصرفون بعشوائية لا هدف منها سوى التنكيد والعكننة على خلق الله.. فهل يعقل بعد قيام اليمنيين بأكثر من ثورة في البلاد.. بما في ذلك ثورة 21 يناير 2011م (الربيع العربي) أن تظل البيروقراطية هي المسيطرة على حياتهم وعلاقتهم بالدولة¿
هل من المعقول في اليمن الحديثة التي يحلم بها الشعب أن تكون السطوة للبيروقراطية التي تصيب الناس بالأذى والتنكيد والعكننة والسؤال الذي لا أجد إجابة له ما الهدف مما يجري من تعطيل وتطويل الإجراءات والقرارات العشوائية الآن في الجهاز الوظيفي للدولة¿ ألايكفيهم ما مضى من زمن طويل كانت العشوائية والبيروقراطية هي المتحكمة في علاقة الوطن بأجهزة الدولة مما دفع المواطنين للثورة التصحيحية في 21 يناير 2011م .
للأسف الشديد أن هناك تسيبا في الأجهزة الحكومية كما يعتبر الترهل الإداري من أشد الأمراض والعلل التي تصيب الأجهزة الإدارية العامة ويتمثل بالسمنة الإدارية التي تعيشها الأجهزة الحكومية سواء من حيث أعداد الموظفين والمؤسسات والدوائر التي تفوق الحاجة الفعلية في المواقع إضافة إلى ضخامة الإجراءات وتعقدها وتدني أداء وإنتاجية الموظف الأمر الذي يؤثر سلبا على الكفاءة الإنتاجية لهذه الأجهزة .. لذلك فقد أصبحت الأجهزة الإدارية العامة بحاجة إلى رجيم يعمل على إزالة السمنة الزائدة سواء كانت في أعداد الموظفين أو في أعداد الوزارات والدوائر وفي الإجراءات المعقدة المطولة ليتمكن هذا الرجيم من التخلص من الأداء الضعيف الذي وجد بسبب الوزن الزائد للجهاز الإداري ودفع رواتب لأكثر من راتب شهري لبعض الموظفين الذين يجيدون اللعب بالثلاث- ورقات .
كما أصبح من الضروري أن يرافق هذا الرجيم تمارين لياقة وترشيق لأداء الموظفين من خلال التدريب التطبيقي الموجه للمجالات العملية والابتعاد عن البرامج التدريبية غير المجدية سواء كانت داخلية أو خارجية والتي تكبد الدولة أموالا طائلة.. وكم نتمنى لو أقتضت المرحلة الراهنة ضرورة العمل على خفض وترشيد النفقات العامة ورفع كفاءة الجهاز الإداري الحكومي وضرورة قيام الدولة بخفض وزن أجهزتها والتخلص من السمنة الإدارية وإرجاع اللياقة والرشاقة لها من خلال تقييم مدى جدوى العديد من الأجهزة والمؤسسات وعدم التردد في إلغاء الأجهزة الزائدة التي لا حاجة لها أو دمج بعض الأجهزة المتشابهة تحقيقا لأعلى درجات التنسيق والكفاءة في العمل الإداري الحكومي إضافة إلى ضرورة معالجة تعقد وضخامة الإجراءات الحكومية التي أصبحت أكبر منفر لرأسمال المستثمرين.. الإدارة الناجحة تعتمد في الأساس على المبادئ الناجحة وتطبيقها على أرض الواقع وأعتبر أن النجاح لا يأتي فقط من خلال اتباع أفضل الممارسات ولكن من خلال التكيف مع الظروف القائمة.. قصارى القول:
أن تقوم الجهات المعنية بعقد منتدى للقيادات الحكومية.. وتتولى