الأدب الأمريكي الأفريقي.. وليد العنصرية والاضطهاد
لقاء/ كمال الريامي
الأدب الأمريكي الأفريقي أدب واسع الثراء حاز على اهتمام مجموعة من الدارسين والمختصين من الأكاديميين وغيرهم . والأدب الأمريكي الأفريقي هو ترجمان صادق ومؤثر لمعاناة الرجل الأسود في مجتمع البيض .. إن الأفارقة الأوائل الذين استقدموا إلى أميركا قسرا قد ذاقوا مرارة العنصرية وذل العبودية وحرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية واستمرت معاناتهم مع غطرسة وغرور الرجل الأبيض حتى أواخر القرن العشرين وإن كان مجتمع الرجل الأبيض فيما بعد قد ألغى العبودية وحارب الاتجار بالبشر وأعطى مجتمع السود بعضا مع حقوقهم الإنسانية إلا أن واقع الحال في أميركا وأوروبا ما زال يشهد بمعاملة دونية للسود وعنصرية من طرف خفي حتى وإن وصل بعض السود إلى مناصب سيادية هامة في مجتمع البيض..
ولأن الحديث عن الأدب الأمريكي الأفريقي شيق وممتع التقينا بالباحث اليمني الأستاذ إبراهيم محمد الفقيه الذي يدرس في جامعة “نورث مهارتشرا” الهندية ويحضر فيها رسالة الدكتوراه عن واحد من أهم أعلام الأدب الأمريكي الأفريقي “جيمس بالدوين”الكاتب والروائي الأميركي الأسود الذي استطاع لفت الأنظار من خلال أعماله الروائية لمعاناة السود إلى جانب قدرته الإبداعية والفنية في نقل هذه المعاناة بكل حرفية وامتاع وقد نالت أعماله الروائية والقصصية اهتماما أميركيا وعالميا لأنها خير ترجمان ولسان صدق لأحوال مجتمع السود المؤلمة في مجتمع الرجل الأبيض..
* بداية لو أعطيتنا نبذة عن رسالتك في الدكتوراه¿
– درجة الدكتوراه في الأدب بشكل عام هي عبارة عن دراسة تحليلة وبحث في أي فرع من فروع الأدب المختلفة مثل الشعر والرواية والمسرحية وغيرها من الفروع . فالرغبة والفضول العلمي هما المفتاح والمظلة التي يسعى تحتهما أي باحث في الأدب لدراسة وتحديد موضوعه وعنوان بحثه للحصول على الدكتوراه كما أن الباحث ومن خلال القراءة والإطلاع على مؤلفات الكتاب في مجال الأدب أو أي فرع يلتقط أو ينجذب إلى موضوع أو كاتب تطرق ودرس موضوعا أوجانبا من جوانب الحياة كمشكلة يعاني منها مجتمعه أو البلد الذي يعيش فيه.. فهناك العديد من الروائيين أو كتاب المسرحية عملوا على تصوير الوضع المعاش في مجتمعاتهم وأوجدوا الحلول والمقترحات على شكل رواية أو مسرحية وهنا تتولد أو تخطر الفكرة لدى الباحث في اختيار مثل هذه الأعمال لدراستها والعمل على تحليلها . فالرغبة كانت الدافع لدي في اختيار موضوع بحثي في مجال الأدب وبالتحديد في مجال الرواية الأمريكية لواحد من أشهر الكتاب الأمريكيين السود الذي تناول في أعماله الروائية مجموعة من القضايا المهمة في المجتمع الأمريكي منتصف العشرينات الذي تميز بالعنصرية والظلم ضد شريحة السود الأمريكيين.
تميز بالدوين عن غيره
* لماذا اخترت جيمس بالدوين عن غيره من أدباء أميركا ليكون محورا لرسالتك في الدكتوراه¿
– الروائي والشاعر والناشط في مجال حقوق الإنسان جيمس بالدوين يعتبر من أفضل الروائيين الأمريكيين السود وترتكز فكرة البحث على دراسة الأشخاص السود والجانب الثقافي في رواياته فتميزه على الآخرين جاء نتيجة تصويره الواقع المعاش لأبناء جلدته في مجتمعه الأسود الذي استخدموا كعبيد وعانوا من الظلم والعنصرية . أسلوب بالدوين وثقافته العالية جعلته أكثر من غيره تميزا في طرح قضايا ومشاكل السود بشكل واضح وموضوعي بعيد عن الغموض واستطاع من خلال رواياته إظهار معاناة السود (المجتمعات البيض الأخرى) وأصبحت رواياته متنفسا لأبناء جلدته من هموم العنصرية والظلم كما تميز بالدوين بالصبر وهو يواجه عنصيرة البيض واستطاع أن يحدث قلقا في مجتمع البيض نتيجة جرأته في نقد عنصريتهم.
ولـ”بالدوين” مجموعة من المؤلفات الروائية والشعرية كما كتب للأطفال إضافة إلى مقالاته المتميزة بأسلوبها الفريد والتي ساعدت في إشهاره وإيجاد صدى واسع لرواياته الكتابات الاستفزازية والوافرة جعلت من بالدوين شخصية متميزة وما يميزه أيضا تأثره العميق لوضع المجتمع الأمريكي الأسود بالإضافة إلى خبرته الشخصية واستنكاره للعنصرية والظلم منذ الأفارقة الأمريكيين.
أصبح بالدوين من الكتاب المعروفين والمعترف بهم عالميا أثناء حياته وبعد مماته نظرا لدوره البارز من خلال رواياته في المطالبة بالتحرر وإزالة العنصرية ومعاملة البشر بالقيم والمبادئ الإنسانية بعيدا عن عنصرية اللون أو العرق أو البلد وما شابه ذلك.
الأدب الأمريكي الأفريقي
* بماذا يمتاز الأدب الأمريكي الأفريقي¿
– ظهر الأدب الأمريكي الأسود في الستينيات من القرن العشرين على شكل وصف للماضي المليئ بمعاناة الأفارقة الأوائل الذين جيئ بهم إلى أميركا واستمر الرجل الأبيض في اضطهادهم بداية من جعلهم عبيدا إلى حرمانهم من حقوقهم الإنسانية وتحميلهم أشد أنواع العمل والمشاق لذا نجد أن الأدب الأمريكي الأسود يركز على العنصرية والعبودية والحرية ويمكن القول أن أد