حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة
د.جابر يحيى البواب
تعتبر حماية المدنيين أثناء الصراعات (النزاعات) المسلحة حجر الأساس في القانون الدولي الإنساني ويعود الفضل في ذلك إلى المجهودات الجبارة التي بذلها المجتمع منذ بداية القرن العشرين وانتهت بالتوقيع على اتفاقية جنيف الثالثة لسنة 1949م المتعلقة بحماية المدنيين.
ويشمل مدلول الحماية في القانون الدولي الإنساني جميع المدنيين دون أي تمييز ديني أو طائفي أو مذهبي أو حزبي أو جماعي أو قبلي لكنه يخص بالذكر جماعات معينة إذ يعتبر أن النساء والأطفال والأشخاص المسنين والمرضى يشكلون فئات شديدة الضعف أثناء النزاعات المسلحة وكذلك الأشخاص الذين يشردون أو يفرون من بيوتهم فيصبحون نازحين داخل بلدانهم أو لاجئين.
وخلال الأعوام الثلاث الماضية أي منذ أزمة العام 2011م وحتى كتابة هذه الأسطر ظهرت حالة النزاعات والصراعات المسلحة في اليمن بشدة وتزايدت بعد توغل تنظيم القاعدة في بعض محافظات الجمهورية أي أصبحوا يشكلون خطرا حقيقيا على المدنيين أضف إلى ذلك لجوء بعض الجماعات والأحزاب إلى استخدام مناصريها المسلحين بهدف فرض أو نشر توجهاتها وسياستها وهو ما يعد خرقا واضحا وصريحا لاتفاقية جنيف الخاصة بحماية المدنيين.
إذا كنا نعترف باتفاقية جنيف الثالثة 1949م الخاصة بحماية المدنيين وعدم تعريض حياتهم للخطر من قبل من يحملون السلاح سواء كانوا مدنيين أو عسكريين فالأولى أن نعترف ونقر ونلتزم بكلام وأوامر المولى عز وجل ربنا الذي نؤمن به وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم القائل في محكم آياته .. بسم الله الرحمن الرحيم: (ومن يقúتلú مؤúمöنا متعمöدا فجزآؤه جهنم خالöدا فöيها وغضöب الله عليúهö ولعنه وأعد له عذابا عظöيما).
اتقوا الله فينا وارحموا قلة حيلتنا وجهلنا بخفايا الأمور..
تعاطفنا مع من يدغدغ مشاعرنا بالعيش الهنيئ والأمن والاستقرار..
يارعاتنا أحسنوا رعايتنا يحسن الله رعايتكم ويتولاكم برحمته..
يارب ألتجأنا إليك ودعوناك فاستجب لدعائنا: “اللهم أهلك من في هلاكه صلح لنا ودمر من في دماره استقرار لنا وازرع في قلوبهم الرعب وأن تزيل عنا الخوف إنك على كل شيء قدير).