حول إنهـاء الأزمات والحروب المتفجرة في بلادنـا
عبد الرحمن سلطان
عبد الرحمن سلطان –
من الواضح أن العالم الإسلامي يشهد اليوم أخطر الأزمات والاضطرابات والحروب الطاحنة والتي يمكن مشاهدة بعض أحداثها المدوية في كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان والصومال وأفغانستان وباكستان وغيرها.
على أن تلك الأزمات والاضطرابات والحروب المدمرة يمكنها أن تؤدي في المستقبل المنظور – في حال عدم القيام باستباقها واعتراضها وإفشالها في الوقت المناسب – إلى تقسيم المقسم وتحطيم المحطم وتهديم المهدم في أجزاء واسعة من العالم الإسلامي كما أنها سوف تجعل مستقبله مظلما كظلمة الكهوف المغلقة ومتفجرا كتفجر البراكين المحرقة ومرعبا كرعب الزلازل الساحقة وعند حدوث ذلك لن ينفع الندم في شيء على الإطلاق فما أكثر العبر وما أقل الاعتبار!
ومن هذا المنطلق يمكن القول إن بلادنـا اليمن تغرق اليوم في محيط الأزمات المتفجرة والصراعات الشديدة والحروب المدمرة والتي أدت إلى إلحاقهـا بأعظم الخسائر البشرية والمادية والمعنوية وأضرت بقيمهـا ومثلها ومصالحها الوطنية وبددت مكانتها العربية والإسلامية الدولية.
وعلى الرغم من ذلك كله فإن بلادنـا اليمن لا يزال بمقدورها مواجهة كافة الأزمات والحروب التي تشهدهـا اليوم والتغلب عليها وتجاوز مخلفاتها ونتائجها المؤلمة كما برهنت على ذلك عبر أدوارها التاريخية المتواصلة والمتجددة.
وتأسيسا على هذا الفهم والإدراك يمكننـا القيام باستعراض بعض الحلول الواقعية والتصورات الصحيحة والتي يمكنها أن تساهم – قدر الإمكان – في إنهاء الأزمات والاضطرابات والحروب القائمة والمحتملة في بلادنـا والتخلص منها وذلك على النحو التالي:
1- اتباع الكتاب والسنة والوسطية والاعتدال الإسلامي الصحيح وتطوير مناهج الفكر والخطاب والحوار الإسلامي في بلادنا اليمن ومقاومة كافة مظاهر التطرف والتشدد والغلو والتكفير والتنفير في بلادنـا وإخمادها والقضاء عليها.
2- بلورة آفاق الحكمة اليمنية المجيدة واستشراف أنوارها البهيجة واستثمارها استثمارا عاليا ومقتدرا من أجل بناء العصر اليمني الجديد وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في عموم اليمن.
3- تطوير نظام التخطيط الاستراتيجي الوطني الشامل والنهوض به إلى مصاف طموحات بلادنـا اليمن وتطلعاتها المستقبلية الواعدة والقيام ببلورة آفاق الرؤى الاستراتيجية الصحيحة الكفيلة بتحقيق النهضة الوطنية الشاملة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والعسكرية والأمنية والإعلامية والثقافية والعلمية والتكنولوجيـة.
4- تنفيذ مستخلصات ومخرجات الحوار الوطني وتطبيقها في ضوء استراتيجية وطنية واضحة الأهداف والمبادئ الصحيحة وتنفيذها في إطار جملة من البرامج العملية والزمنية المحددة حتى يتسنى إخراجها إلى حيز الواقع اليمني الحي بأقل الجهود والأوقات والتكاليف الممكنة وكذا القيام بإعداد وإقرار مشروع الدستور الوطني وإنجاز السجل الانتخابي الإلكتروني في أقرب وقت ممكن حيث أن الأوضاع القائمـة في بلادنا لم تعد تحتمل التأجيل أو التأخير في أي شيء على الإطلاق.
5- إنشـاء هيئة وطنية متخصصة تعنى بإدارة الأزمات القائمة والمحتملة في بلادنا اليمن وتتألف من نخبة الكفاءات والخبرات الوطنية المتميزة والمتفوقة وتعمل – هذه الهيئة – على تزويد مراكز صنع القرارات الوطنية بكافة الحلول العلمية الصحيحة والتصورات الموضوعية الحكيمة التي من شأنها تسوية الأزمات المتفجرة والتحكم بها والسيطرة عليها وتجنب شتى عواقبها ونتائجها الخطرة.
وتعتمـد عملية إدارة الأزمات على الصفات الشخصية لمن يتولون القيام بتأدية هذه المهمة الصعبة فهي تعتمد في المقام الأول على الحكمة والحصافة والمهارة والدهاء وحسن الحكم على الأمور وتجنب المفاجآت واستغلال الوقت أكثر من اعتمادهـا على الشخصيات المرموقة والوجاهات العالية.
6- إنهاء كافة مظاهر الصراعات الحزبية والمكايدات السياسية والحملات الإعلامية المتصاعدة بين مختلف القوى والأحزاب السياسية في الوقت الراهن وكذا القيام بتحديد ثوابت العمل السياسي الوطني المشروع وتحديد الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها أو المساس بها من قبل أي طرف من الأطراف وكذا القيام بإجراء الحوار الوطني بين كافة القوى السياسية العاملة على الساحة اليمنية بروح صادقة وإرادة قويـة.
7- بناء الجبهة الداخلية في عموم المناطق اليمنية وبناء صروحها القوية وذلك باعتبارها تمثل العمق الإستراتيجي الحقيقي لحماية الوحدة اليمنية وتثبيت وجودها واستمرارها على طول الم