ما هذا…ماذا يحدث¿

واثق شاذلي

مقال


 - لم يعد لدينا من سؤال نردده صباح مساء أكثر من غيره من الأسئلة كسؤالنا ... ما هذا..ماذا يحدث¿!
 إنه في اعتقادي أبسط تعبير
لم يعد لدينا من سؤال نردده صباح مساء أكثر من غيره من الأسئلة كسؤالنا … ما هذا..ماذا يحدث¿!
إنه في اعتقادي أبسط تعبير لما نحسه تجاه ما يجري في بلادنا…إحساس بالذهول..بالغرابة..بالفجيعة والانكسار والانتكاس والضياع,فالذي يحدث أمامنا كثير…أكثر مما نتوقع أو ننتظر,وما يحدث لدينا غريب ومريب أكثر مما نظن أو نعتقد.
ما هذا..ماذا يحدث¿
ما نراه ونسمعه يثير ذهولنا..يفاجئنا من حيث لا نحتسب,ويصدمنا وهو منتشر كالوباء في محافظات البلاد ومديرياتها..مدنها وقراها,شوارعها وأزقتها, وحتى تلك القرى والمدن والمحافظات المعروفة بهدوئها واستقرارها وسلامها وآمنها وأمانها انقلب حالها وفار تنورها أو وجدت من يعمل على إشعال نيرانها لإحراق من فيها وما عليها وإلحاقها بباقي المحافظات المتفجرة وجمع أطراف البلد في أتون ضخم ملتهب وموقد هائل لشي أكبادنا وانحراق جلودنا حتى يزداد إحساسنا بالعذاب .
في (أول الشبة ) كما يقول المثل العدني إذا اكتشف ( شباب الحافة) أحد اللصوص يحاول سرقة منزل أو محل فإنهم يقومون ( بزفه) إلى قسم الشرطة وتسليمه لمسؤولي النوبة وهم على ثقة بأنه سينال جزاءه طبقا للقانون .. فالسرقة كانت من الغرائب التي لا تحصل إلا كل حين ومين .. اليوم نسمع ونقرأ ونشاهد السرقات بمختلف أشكالها وعلى رأسها المسلحة والتقطع للناس في شوارع القرى والمدن وليس الصحارئ والفلوات , وما يدمي أكباد الأسر هو اختطاف أطفالهم ذكورا وإناثا واغتصاب وقتل البنات وقوى الآمن والحماية تحذرنا أن لا نفتح أبواب بيوتنا لأي طارق غريب والسبب محاولات عديدة جرت قام خلالها اللصوص بطرق أبواب البيوت بادعاء القيام بأعمال إصلاح للكهرباء والمياه وبعد دخولهم يقومون بسرقة البيت أمام أهله وجيرانهم هكذا جهارا نهارا, وما يزيد في حزن الناس أن هؤلاء الخارجين عن القانون والنظام يقومون بجرائمهم ثم ينسلون كالأفاعي لا يجدون من يردعهم أو يقول حتى كلمة حق واحدة في وجوههم … إلا يخاف هؤلاء أن يقعوا في قبضة الشرطة ومعاقبتهم¿ إن أفعالهم وأساليبهم تقول أنهم لا يخافون فعلا ولكن ليس لشجاعتهم فهم أصل الجبن والخسة والنذالة وإنما لثقتهم بوجود من يحميهم , إنها قوى التنفذ التي تعيث في البلاد فسادا ورعبا ودمارا وتتخذ من هؤلاء وسيلة لإضعاف قوى الشعب وتشتيتها .
لقد اصابونا واصابوا الوطن , وصدق مؤرخ الصحافة والحركة النقابية الصحفية اليمنيةوالصحفي القدير الزميل العزيز عبدالحليم سيف عندما وصف ماتقوم به هذه القوة بصراع المتوحشين في مقاله بعنوان ” حتمية المكاشفة” المنشور بالثورة يوم الخميس الماضي , واستطاع بمبضعه الصحفي ان يشق جلودهم ليكشف لنا عن داء الطاعون الذي أصابونا وأصابوا الوطن به … نعم إنه المرض بل الوباء الذي يقعدنا عن القيام بواجباتنا تجاه شعبنا ووطننا ويضعف عزيمتنا ويشتت قوانا , والشعوب والدول دائما ماتواجه الوباء بالحملات .ونحن بحاجة ماسة إلى حملة شعبية وطنية واسعة لتوقيع العزل على هؤلاء واتحاد كل العلاجات اللازمة حتى تثبت الفحوصات خلوهم من الفيروسات والجراثيم المرضية والوبائية .
هؤلاء لم يكتفوا بماقاموا ويقومون به من أعمال قتل ودمار لممتلكات الوطن والشعب بل وصل بهم توحشهم إلى تخريب اخلاقنا وتحطيم عاداتنا الجميلة وتقاليدنا الحميدة وإحلال معتقداتهم بدلا منها وأساليبهم الكريهة المنفرة المحطمة للوجدان وإحساس الإنسان , فلاصدق ولا قول كلمة حق .. لا أمانة ولا دفاع عن المظلوم ولا نجدة للملهوف ولا عطف على محتاج ولا حفاظ على كرامة الإنسان , ليس لديهم مايعطونه لنا إلا شق صفوفنا وفرزنا .. من معهم ومن ضدهم .. فرز حسب القبيلة والقرية وشروط رأس المال والمصلحة والفرز والفرز الآخر.
وهناك أمور هامه في مقال المكاشفة للأخ عبد الحليم ومنها تردد أو امتناع المسؤولين عن ذكر اسماي قوى التنفذ هذه..القوى المعادية للشعب والوطن ولن يكفي تناولها هنا فإلى اللقاء في أعمدة قادمة.
واثق شاذلي
Wams2013@hotmail.com

قد يعجبك ايضا