حتمية المكاشفة..لماذا¿
عبدالحليم سيف
بعد ظهر الثلاثاء (19 مارس) اتصل بي زميل عزيز وكاتب كبير مهموم ومسكون بمواجع شعبه ووطنه.. إنه الزميل الأستاذ واثق أحمد شاذلي الذي بادرني بالسؤال : ها.. أين صوتك .. أيش أخبار صنعاء ¿
قلت له: الأخبار تثير القرف ..ومن كثرتها لا تدري من تصدق ومن تكذب .. المؤكد في هذه اللحظات أن سماء العاصمة ملبدة بالغيوم والأمطار تنهمر بغزارة.. وميض البرق يلمع في أجواء مكفهرة..كأن السماء تبكي حزنا لإصابة اليمن بطاعون المتصارعين المتوحشين .. فيما الصواعق الرعدية تنذر المتلاعبين بالنار ومعهم الراقصون على أشلاء الوطن بأسوأ العواقب .. والكارثة أنهم لا يفهمون أنهم أول المهزومين ..واليمن سيبقى بدونهم مهما فعلوا وقتلوا وذبحوا ودمروا وسلبوا وتآمروا وخربوا ونعقوا وفسدوا…ثم سألته: وما جديد أخبار عدن¿
قال : لا يختلف حال عدن عن شقيقتها صنعاء.. فعدن هي الأخرى تفيض دمعا بفعل حرارة زائدة لا تطاق هذه الأيام ..وهي تشارك بروح أبنائها وصبرهم هموم الجميع ..أما أخبار النكد فهي حالة عامة وحدث ولا حرج..وأقسى ما يؤلم النفس ويثير مخاوف الناس تزايد ظاهرة اختطاف الفتيات..وابتكار أساليب جديدة لتخويف الناس .. تصور أن مجهولين يدقون أبواب المنازل ويتظاهرون بتقديم خدمة إصلاح الكهرباء أو ما شابه وهدفهم سرقة البيوت بالقوة ..وهذه تقليعة تذكرنا بما كان يحدث في مدينة شيكاغو في الأيام الخوالي.
قلت : اختطاف الفتيات ليست وقفا على عدن ..ففي صنعاء وغيرها من مدن البلاد تطالعنا فالصحف بمثل هذه الأخبار ..فلا بد من حملة إعلامية تسلط الأضواء المكثفة على هذه الظاهرة ودراسة أسبابها مع نشر الوعي بأساليب المنحرفين أخلاقيا وتعريتهم أمام الرأي العام وإنزال العقوبات الرادعة بالمتورطين في هكذا أفعال تتنافى مع أعراف وتقاليد المجتمع ..المهم في هذا المضمار تبصير الفتيات والأطفال والأفراد على كيفية حماية أنفسهم من أي تحرش أو اختطاف .أو سلب ونهب في الشارع العام ..وواجب التذكير بأن مكافحة الجريمة مسؤولية تقع على وسائل الإعلام الرسمية والخاصة والحزبية وكل الفعاليات التربوية والثقافية والشعبية .
قال : بمناسبة ذكر الأحزاب..ما تفاصيل وأهداف المشروع الذي أعلنه الأستاذ الدكتور/ عبد العزيز المقالح أمس (الاثنين) في صنعاء.
قلت : ليس لدى تفاصيل كافية الآن ..ما سمعته أن اجتماعا ضم عددا من الشخصيات السياسية والثقافية..وفيه تم الإعلان عن تأسيس “مؤسسة الدفاع عن حماية المكتسبات الوطنية مثل ثورتي سبتمبر وأكتوبر والوحدة و….
قال: ممن¿
قلت: أكيد من متآمري الداخل قبل الخارج الذين يريدون أخذ البلاد والعباد إلى المجهول خدمة لمصالح ذاتية ..وأعتقد – وأتمنى أن أكون مخطئا-.. إن هذه المبادرة جاءت في لحظة خطيرة تحيق باليمن..ولتضع – أيضا- نهاية لصمت العقلاء من المثقفين والسياسيين والمسؤولين..فثمة حاجة لرفع الصوت الوطني الجاد والمخلص عاليا لمواجهة أصحاب العنعنة العالية المغلوطة والمنافقة وغيرهم ممن يتبرعون بإلقاء المسؤولية على أي طرف في مشهد فوضوي لتضليل الناس وتجهيلهم بما يحدث في الواقع .
قال: أتمنى أن تفعل شيئا.. لأن التجارب السابقة لا تجعلني في موقع التفاؤل ..أهم شيء أنهم يعملون لمصلحة اليمن العليا المفترى عليها ..فالوطن لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من مؤسسات ترفع شعارات كاذبة دون أن تقدم عملا يفيد المجتمع ..ويبقى باب الأمل مفتوحا بأن يلمس الشعب تأثير هذا الكيان الوليد لكل ما هو إيجابي .
قلت: هذا ما ينتظره الشعب .. والمشاركة الجماعية ضرورة لابد منها.
قال محدثي: كم هو شعبنا مسكين.. الكل يتحدث باسمه.. والكل يتاجر بتطلعاته .. وهو مغيب ..لا يعلم ما يخطط له الأبالسة..بالله عليك كيف يتم ذبح جنود في حضرموت.. وعلى ماذا يتقاتلون بينهم في الجوف ¿ ولمصلحة من يعرضون أنفسهم للانتحار.. ووطنهم للدمار¿.
قلت: لمصلحة بعض الذين تورطوا بتنصيب أنفسهم أمراء الظلام وأعلنوا حروبهم ضد أخوانهم في الدين والوطن .
قال: ما يفطر القلب أن ترى شبابا يساقون كالنعاج ويقدمون وقودا لحروب أصحاب “داعش” و “داحس” ..نحن بحاجة لصحوة الشعب .. فلا يراهن على أولئك الكذابين والمنافقين والانتهازيين من السياسيين والمتخلفين عقليا ..وعلينا كيمنيين إلا نركن على المجتمع الدولي .. وكما قلت لك سابقا الأخطار تأتينا من أحزاب الخراب وجماعات العنف والإرهاب وحراك ومسؤولين ومنظمات تبيع الوطن برخص التراب حان الوقت أن نرفع في وجه هؤلاء لا.. لا.. لا لمشاريع القرون الوسطى التي لا تحترم قيمة الإنسان .<