تعب الكلام من الكلام !!!
عبد الرحمن بجاش
تبدو اللحظة شديدة التعقيد ومهيأة للسؤال : ماذا تحقق من واحد وخمسين عاما إذا كنا عدنا إلى منطق ابن عمة عمر , وحكايته بقدر ما هي لطيفه , إلا أن مغازيها ألطف ,فقد وجد عمر أن بيده وفجأة بندقية (( زاكي كرام )) وهي بندقية تباهى بها اليمنيون عشاق السلاح طويلا , قبل أن يحل الكلاشينكوف محل الجميع !! , فسيطرت عليه النشوة أو (( البوقة )) فبدأ يبحث عن حربه الخاصة , ودعا الناس في قريته إليها , فقيل له : يا فلان ما فيش حرب , فإلى أين تقودنا ¿¿ أجابهم بثقة (( امشوا بعدي ولا لكم إلا حرب )) !!, وذهب يحارب القرية المجاورة وفي النهاية يكتشف انه قتل ابن أخته !! , من لحظة خروج القوم من قاعات مؤتمر الحوار وكل يبحث عن حربه بعد أن ترك كل ما يتعلق بالأشهر الضنكه جانبا وراح كل يبحث عن بندقيته وأجندته الخاصة , يصبح الأمر جليا والأمر كذلك حيث ظهرت نفس القوى التي تعجن هذه البلاد من تلك الصبيحة التي بدا الآن أن لا شمس لها , ظهر كل فريق فيها يبحث أو يواصل حربه الخاصة تبعا لمنطق ابن عمة عمر !!! , أما القوى التي بدا لبعض الوقت أنها ستنتصر لنفسها وللناس لأول مرة فقد لحقت عمر وابن عمته , أما إلى أين ¿¿ هنا السؤال المهم الآن , حيث يبدو إننا ننتقل إلى مصافات أخرى تهيئ لعودة عقارب الساعة ليس بإصرار فقط بل بثقة مفرط فيها , غير آبهة بالكلام الذي يبدو انه ظل كلاما وفي أحسن الأحوال طبع على الورق , حتى بدا الآن انه حتى الكلام تعب من الكلام , ويصير ريحا لا تحرك حتى مجرد عذبات مشاد الرؤوس , يبدو أن الكلام الجميل والمستند إلى منطق وعقل لا يصنع التغيير , ولذلك على صاحبي أن يجد لغة أخرى يصل بها إلى منتهى الفعل , كما قالها احد الملوك بعيدي الرؤية (( سآخذكم عنوة إلى القرن الواحد والعشرين )) , كانت بلاده تعيش حياة القرون الوسطى وتحت رجليها ترفل الأرض بثروة خياليه بعد أن غادر الدنيا تحولت إلى مجرد أموال يشتري بها مقاولون من سفلتة الشوارع إلى شن الحروب بالنيابة !!, أين نحن ¿¿ وعلى أي أرضية نقف ¿¿ في لحظة أيضا يبدو فيها الخطاب كله لغته بعيدة عن الواقع , وما يدهشك أن من يجيدون الخطابة سكتوا ينتظرون النتيجة !! , هل علي في هذه اللحظة أن اسأل بمرارة : أين ثقافة الثورة ¿¿ أين ثقافة الوحدة ¿¿ يبدو أنني سأجيب على نفسي : أن لا هذا تأتى ولا ذا حصل !!! لأن السؤال يتبع السؤال : أين أجيال الثورتين ¿¿ أين جيل الوحدة ¿¿ سأقول لكم : لم ينجح أحد !! لأن القوى التي ظلت تنظر للأمر على انه مجرد استبدال إمام بأئمة هي من يتسيد المشهد , ويبدو إننا نستعد أو قد استقبلنا سلاطين الزمن الذي ينظر إليه الناس الآن بحسرة على اللبن المسكوب !! ……أقول في هذه اللحظة شديدة التعقيد أن الكلام تعب من الكلام !! , فهل هنا من يجيد الصمت ويجترح الحلول ¿¿ أشك في هذا وذاك ……………