المبدع اليمني والرعاية الغائبة

اســـــتطلاع/ خليل المعلمي

يؤكد المبدع اليمني حقه في الرعاية والاهتمام والتفات الجهات المعنية بإنتاجاته الإبداعية والفكرية والأدبية والعلمية إلى ما يقوم به من أعمال تستحق النشر والخروج إلى النور وفي ظل الأوضاع التي يعيشها المبدع اليمني فهذه دعوة صريحة إلى كل المهتمين بهذا الشأن العودة إلى رعاية المبدع والاهتمام بانتاجاته المختلفة فهو يمثل ضمير الحياة الصارخ ويتواجد حيثما تجد معارك الإنسان ونشيده الخالصة.
من خلال اللقاءات التالية مع عدد من المبدعين والمثقفين نجد الحصيلة التالية:

دور المؤسسات الثقافية
الأديب محمد العومري مدير عام مكتب الثقافة بمحافظة ذمار يؤكد أن الحديث عن أشكاليات وقضايا الإبداع والمبدعين في بلادنا مرتبط بالمؤسسة الثقافية الرسمية خاصة والأهلية عامة هذه المؤسسات التي تعيش واقعا بائسا لقلة إمكاناتها المالية التي لا تمكنها من إنتاج فعل ثقافي قادر على دعم وتشجيع المبدعين وتبني إنتاجاتهم الإبداعية وتقديمها للمتلقي كمشروع خدمي يكون له الفضل الكبير في تعزيز القيم والمبادئ وترسيخ الولاء والانتماء وزرع ثقافة القبول والتعايش والتسامح.
ويقول: المبدع في اليمن يعاني من عدم اهتمام السياسي والاقتصادي والإعلامي والاجتماعي بمنجزه الإبداعي فضلا عن المعاناة من انقطاع المجلات والصحف والملاحق والصفحات الثقافية والأدبية في الصحافة العامة والخاصة القادرة على استقطاب الأقلام الإبداعية في اتجاه تأسيس العلاقة بين الإبداع والواقع الاجتماعي.
ويرى العومري أن الواقع المؤسسي الثقافي في اليمن يعاني من غياب الرؤية الاستراتيجية التي تستطيع من خلالها وضع خارطة للبرامج الإبداعية وللمهرجانات والملتقيات والفعاليات المختلفة التي تقدم خدمة خلق مفهوم واضح للفعل الإبداعي والثقافي والأدبي والمعرفي نحو ايجاد الدوافع الباعثة على الإبداع واستدعاء المبدعين وتسليط الأضواء عليهم من خلال إنتاجاتهم.
ولهذا يجب العمل على المراجعة المؤسسية للواجبات والحقوق وتوزيع الأدوار وتأصيل الفعل الإبداعي في اتجاه الانفتاح على الآخر والتعامل مع الأصالة والمعاصرة بعقلية نقدية توافقية تستطيع أن تتغلب على مخرجات العولمة والتباينات الثقافية وصراعاتها .
ويضيف: لاشك أن الأزمة السياسية التي تمر بها اليمن في هذه المرحلة قد أثرت على مختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية والإبداعية وأجدها فرصة لدعوة وزارة الثقافة بوصفها المؤسسة الأم إلى ضرورة تفعيل دورها ودور الهيئات التابعة لها من خلال إقامة العديد من ورشات العمل لبحث العديد من إشكاليات وقضايا المشهد الإبداعي والثقافي والأدبي والخروج بمقترحات ورؤى للمستقبل ويمكنها الاستفادة من مخرجات الحوار الوطني الشامل ذات العلاقة بالشأن الثقافي الوطني وتحويلها إلى خطط وبرامج متنوعة والتطلع إلى تفاعل مثمر مع الحياة الثقافية والإبداعية عبر التخلص من كل التحديات والاحباطات.
لا يكلف الكثير
الشاعر أيوب الحشاش يقول: إن الأوضاع التي يمر بها المبدع هذه الأيام صعبة ومأساوية فهو يشعر بالضياع والغربة وسط هذا الخواء الذي يملأ الأمكنة الفعاليات الثقافية أصبحت نادرة ومحدودة وزارة الثقافة تدعي الإفلاس صندوق التراث يقول إنه لم يعد قادرا على رعاية المبدعين وما يقدمه لبعض المبدعين أقل من مخصص الضمان الاجتماعي للمسنين.
وأضاف: تستطيع الدولة رعاية المبدعين وهذا لن يكلفها الكثير لن يكلفها ما يساوي تكاليف عشاء رئاسي فاخر تستطيع عبر اعتماد صندوق يتكفل لهم بدخل شهري محترم ودعم مؤلفاتهم وتوظيف العاطلين منهم وتستطيع الدولة أن تعمل الكثير لهذه الفئه التي هي آخر ضوء يشع في الظلام الحالك.
الفعل الإنساني الأول
من جانبه يصف القاص حامد الفقيه الإبداع بأنه الفعل الإنساني الأول في أسفار الخلود وبه عرف الإنسان دروب الجمال بالفن والبوح والتجريب لذا فإن المبدع كما يقول: هو ضمير الحياة الصارخ في كل راهن فحيث ما توجد معارك الإنسان ونشيده للخلاص تجد المبدع متجليا روحه وقلمه المبدع في راهننا أشد مظلومية ونسيانا وهو يعترك الحياة ينتصر لقيم المحبة والجمال لذا فإن رعاية المبدع ونتاجه هو رعاية للحياة وقيمها وصوتها.
ويضيف: إن الواقع اليمني أشد مرارة عن سائر الواقع العربي وتخلفا عن الوقع العالمي ففي بلدان العالم هناك مخصص لرعاية النتاج الإبداعي وضمان لتفرغ المبدع لنتاجه ودور تتسابق على إشهار حرفه وإيصال صوت قلمه ونواد ومؤسسات تنتصر للحرف والحب أما في مشهدنا الإبداعي اليمني فالمبدع هو السالك في درب العناء ففقره هو كابوس يلاحق نتاجه ومن ثم يظل متأبطا نتاجه الإبداعي فيزيد فقره فقرا وليت المتاعب هنا في معيشته وكده لطبع نتاجه ثم يغرق في دوامة التوزيع وإيصال صوته وبوحه.
ويؤكد الفقيه أن رعاية المبدع بحدها الأدنى تتمثل في توفير منابر ومؤسسات وهيئات تعنى بش

قد يعجبك ايضا