مستويات الصراع السياسي المقبولة وغير المقبولة
أ.د.عمر عثمان العمودي
• من الحقائق المبرهن على وجودها في حياة الإنسان العامة والخاصة حقيقة الموت للإنسان ولكل النفوس الحية فكل نفس ذائقة الموت ولكل أجل كتاب لقوله تعالى : (كل نفس ذائقة الموت) وكما يقول الشاعر :
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
الحياة بالنسبة للكائن الحي تنتهي بالموت وأكرم الناس عندالله هم الأتقياء ومن أهل الخير والصلاح ومن أهل حسن الخاتمة والذكرى الطيبة عند الناس بع وفاتهم .
ومن الحقائق والمسلمات الصحيحة وشبه الصحيحة في حياة الناس العامة والخاصة نزعة التعاون ونزعة التنافس والتزاحم ونزعة الصراع والتعاون والتنافس والتزاحم الشريف والسلمي هو من الأمور والظواهر الاجتماعية الحميدة والايجابية والمطلوبة لأنها على مستوى الفكر والواقع من متطلبات تطور وتجدد وارتقاء حياة الإنسان وبناء المجتمعات المدنية المتحضرة والصراع هو أعلى مستويات الحراك والعراك الاجتماعي, والسياسي بين الناس وهو من الظواهر الاجتماعية والسياسية القابلة للاحتواء والضبط إذا خضع أطرافه للسلمية وللنظام والقانون ولقواعد اللعبة الاجتماعية والسياسية القائمة في المجتمع السياسي وحياته السلمية وسلامه الاجتماعي لأن الصراع وخاصة الصراع السياسي يدور في الغالب حول السلطة والحكم من أجل القوة والوجاهة والثروة والمال وفيه تتفجر في الغالب نوازع التسلط والأنانية والقسوة وحب التفرد وإقصاء الغير والرغبة في التمتع بامتيازات الحكم والسلطة على حساب الغير وخاصة المنهزمين فهم بغض النظر عن كونهم من الأخيار أو الأشرار, ولكي يكون للصراع السياسي حدوده المقبولة والمنضبطة وفائدته الإيجابية للمجتمع السياسي تقدما وحيوية, فقد دعا المصلحون والمفكرون من كل الاتجاهات الدينية والمثالية والأخلاقية والواقعية والموضوعية معا إلى جملة من القواعد والضوابط من أجل ترشيد وضبط النشاط السياسي والتطور السياسي في حياة الدول والشعوب السياسية ومن وحي تجاربها ونضالها الاجتماعي والسياسي والتاريخي وبما يحفظ للناس الحرية والكرامة والمعيشة اللائقة بالإنسان وعزته وطموحه وعلى أساس العدل والإنصاف والمساواة والمواطنة الواحدة وهذه المعطيات وصلت إلى الجانب الأكبر منها دول وشعوب العالم المتقدم ولازالت شعوب العالم الثالث ثائرة ومناضلة من أجل الوصول إليها في عالم المدينة الكونية الواحدة أو ما يسمى بالقرية الكوكبية ووسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية المتقدمة والفائقة السرعة فمتى يكون الصراع السياسي مطلوبا ومقبولا¿ ومتى يكون غير ذلك وماذا عن ذلك ¿