فرصة لبث روح المحبة والتعاون بين أبناء المجتمع

استطلاع / فارس الحميري

تعد التراويح إحدى الشعائر الرمضانية , وتتمثل في التقاء الناس في المساجد والأحياء السكانية والمساحات المفتوحة لأداء الصلاة بشكل جماعي , من ثمان إلى 20 ركعة يوميا بعد الإفطار بساعات, يتخللها أحاديث وخواطر متنوعة تناقش أهم القضايا الدينية والحياتية.
وصلاة التراويح أو صلاة القيام في رمضان هي صلاة في الإسلام للرجال والنساء تؤدى في كل يوم من أيام شهر رمضان بعد صلاة العشاء ويستمر وقتها إلى قبيل الفجر, وقد حث الرسول على قيام رمضان فقال (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
وقد صلاها رسول الله في جماعة ثم ترك الاجتماع عليها مخافة أن تفرض على أمته كما ذكرت ذلك عنه أم المؤمنين عائشة.
ويحرص اليمنيون في الريف والحضر على تأدية هذه الشعيرة بشكل جماعي, باعتبارها أحد المتنفسات الروحانية الرمضانية , ويعقب أداء هذه الشعيرة جلوس الناس بشكل جماعات يتبادلون الأحاديث الجانبية في قضاياهم الحياتية عموما.
كما تمثل “التراويح” محطة إيمانية مهمة من خلال تدارس القرآن الكريم , والأحاديث النبوية , ويتزود خلالها الناس بالروحانية والمعرفة “.
وتحدث عدد من اليمنيين عن هذه الشعيرة الرمضانية , وكيف يحرصون على تأديتها بشكل جماعي , عن آثارها النفسية والمجتمعية.
يقول عارف العامري “خريج جامعي” بأنه يحرص كل ليلة على أداء التراويح مع عموم الناس في مدينة إب ” وسط اليمن” وأنه يشعر بارتياح كبير عند أداء هذه الشعيرة الرمضانية.
وأضاف: ” منذ سنوات وأنا حريص على القيام بهذه الشعيرة مع عموم الناس , وهي متنفس روحاني مهم , وهي فرصة ألتقي خلالها بأبناء الحي السكني في المدينة نتبادل من خلالها الأحاديث والخواطر ونناقش قضايا متعددة “.
وتابع: ” ينتابني شعور جميل أثناء أداء التراويح , وأحس بداخلي الكثير من الحب والعطف والرحمة لأقاربي وجيراني وأصدقائي, خاصة عندما أتذكرهم وأعددهم أثناء الدعاء والابتهال إلى الله “.
وأشار العامري, إلى أن التراويح تجمع القلوب وفيها تتوالد الرحمة والتسامح فيما بينهم , وهي فرصة روحانية عظيمة لا يشعر بها إلا من حرص على أدائها “.
من جانبه يرى نصر البعداني , أن رمضان فرصة للتعبد , والتراويح واحدة من هذه الفرص المهمة للتقرب إلى الله , ثم أن هذه الشعيرة لها دور في تغيير السلوكيات تجاه الأقارب والجيران”.
وأضاف ” أسكن في حي حديث على أطراف العاصمة صنعاء , ولا يوجد لدينا مسجد, ولذلك نجتمع كلنا سكان الحي في إحدى الساحات المفتوحة لأداء “التراويح” وتمثل لنا فرصة للقاء والتعارف مع بعض , ومناقشة قضايا دينية , وقضايا تخص حينا السكني وغيرها “.
هذا ويرى خبراء علم الاجتماع , أن شعيرة “التراويح” الرمضانية محطة إيمانية يطغو عليها الجانب الروحاني , وتمثل فرصة للتقارب بين الناس وتبث روح المحبة والألفة بين مؤديها.
وقالت الدكتورة عفاف الحيمي – أستاذة التنمية والتغير الاجتماعي في جامعة صنعاء – بإن شعيرة التراويح في رمضان فرصة لتشذيب الأنفس ولبث روح المحبة والتعاون بين أبناء المجتمع.
وأوضحت الحيمي أن رمضان شهر التعاطف والتراحم , وأن الناس تلتقي في عدد من شعائر هذا الشهر , ومن ذلك في أداء صلاة التراويح التي يطغو عليها الجانب الروحاني , وتعمل على التقارب بين الناس وبث روح المحبة في مشهد إلهي عجيب.
وأضافت: ” أثناء التراويح تلتقي الناس ببعضها , ويشعر الجميع بالألفة بين هذه الجموع , ويناقش مؤدو هذا الشعيرة اهتماماتهم خاصة بعد الصلاة وفي أوقات الاستراحة بين الركعات , وهو الأمر الذي يزيد من روح التعاون والإخاء والتماسك داخل المكونات سواء في الأحياء السكنية ,والقرى وغيرها”.
من جانبه يرى شيخ ديني أن تكسب الفرد رقة في القلب وانشراحا في الصدر , وتبعث روح التسامح والصفح في المجتمع وهي شعيرة ليست مفروضة , بل لمن أراد تأديتها.
وقال الشيخ فواز الشميري , إمام وخطيب جامع المتنة مديرية مرخة السفلى بمحافظة شبوة, بإن التراويح تعتبر من قيام رمضان الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).. وسميت بهذا الاسم لأن الناس كانوا يطيلونها جدا” فكلما صلوا أربع ركعات استراحوا قليلا”.. وذكر الحافظ بن حجر في فتح الباري سميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان بالتراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين.
وأضاف: ” كان النبي أول من سن الجماعة في صلاة التراويح في المسجد ثم تركها خوفا من أن تفرض على أمته” ففي الصحيحين عن عائشة (أن النبي صلى في المسجد ذات ليلة وصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة وكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم قالت وذلك في رمضان)
وعن تأدية ال

قد يعجبك ايضا