الحوادث المنزلية المهددة للسلامة في رمضان


كل يوم تستقبل أقسام طوارئ المستشفيات إصابات تتفاوت بين متوسطة ووخيمة ليست من جراء حوادث الطرقات أو العمل بل بعيدة عن المألوف بسبب الإهمال بالمنزل وتبعاته وخلال شهر رمضان تبرز حوادث ذات طابع مختلف قد لا يبدو مألوفا في غير الشهر الكريم.
الدكتور/ أوسان غازي إسماعيل – مدير البرنامج الوطني للوقاية من الإصابات والعنف بوزارة الصحة العامة والسكان بدوره تناول هذه المشكلة الواسعة المتشعبة محددا شروط ومعايير السلامة المنزلية خلال الشهر المبارك بقوله :
* أدوات وأشياء ومواد خطرة قد تكلف الكثيرين حياتهم إذا غفلوا خطرها أو طالتها أيادي العابثين وخصوصا الأطفال الصغار وأكثرها أذى وضررا وأوسعها شيوعا خلال شهر رمضان حوادث(التسمم بالأدوية أو بالسوائل الخطرة – الغاز المنزلي والحروق – الكهرباء – الأدوات الحادة- انغلاق الأبواب -الانزلاق والسقوط).

* لاشك أن أغلب التسممات المنزلية هي من نصيب الأطفال وعلى غفلة يقع الكثير منها حيث يعمد بعض الصغار إلى العبث بالأدوية وتناولها تقليدا للكبار وأحيانا متى واتت الفرصة قد يتناولون مواد خطرة عبر الفم كأحد مواد النظافة الخطيرة بالمنزل مثل(الفلاش الكلوروكس) ومن الممكن أن تقع أيديهم على مواد شديدة الخطورة كالمبيدات الحشرية فيتجرعون شيئا منها أو مما يحفظ بالمنزل من محروقات مثل(الجاز).

* معظم الحوادث المنزلية من نصيب صغار الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين ثمانية أو تسعة أشهر وأربعة أعوام وقت انشغال الكبار بأمور أخرى داخل المنزل أو خارجه.
وفي هذا السن – تحديدا- يمر الطفل بمرحلة مهمة في حياته وهي مرحلة التعلم والتعرف على الأشياء من حوله وبالعبث بها ومحاولة تجربتها يكتشف الكثير والكثير حتى يعي- بمرور الوقت- طبيعتها وحقيقة عملها.
إنه سلوك طبيعي لطفل صغير في بداية عهده مع حياة يجهل مخاطرها ودون إدراك للخطأ الذي يقوم به قد يخوض غمار تجربة مأساوية وربما مميتة إذا ما تركت أمامه مادة صلبة أو سائلة خطيرة أو طالتها يداه.
ومن دواعي هذه الظاهرة خلال رمضان لاسيما في فترة النهار ترك الأبوين أطفالهم الصغار يلعبون بمفردهم وإهمالهم حفظ الأشياء والمواد الضارة والخطيرة ووضعها في مكان آمن بعيدا عن متناولهم بينما الكثيرون ممن أثقلهم السهر في تلك الأثناء يغطون في نوم عميق لساعات طويلة خلال النهار.. ينامون ليرتاحوا تاركين أطفالهم على أكف القدر.

* قد يجد الطفل شيئا ليلهو به سكينا – ربما- أو موس حلاقة مرميا على الأرض أو مقصا أو إبرة خياطة أو يحطم شيئا من زجاج المنزل أو يجد قلما أو أداة مسننة وما إلى ذلك من الأشياء الجارحة أو الثاقبة للجلد وبالتالي يسيء استخدامها جاهلا الضرر الذي تخبئه فماذا يتوقع الأب أو تتوقع الأم أن يحدث لولدهما في هذا الموقف ¿
لا شك أن مجرد التفكير في الأمر يثير الرعب في قلبيهما خشية أن يناله مكروه.

* بعض الأطفال خلال الشهر الكريم يروق لهم اللعب بالمطبخ وأدواته أو يجدون ما يلههم ويمنعهم في إحدى زوايا المنزل وقد أوصدت وأقفلت في أوجههم الأبواب وحالت بينهم وبين اللعب بالشارع وسط نوم وشخير الكبار خلال النهار.

* الغاز والكهرباء عاملا خطورة بالمنزل والعبث بهما يفضي إلى كوارث مميتة لكن التقليد هو ما يدفع بفضول الصغار إلى حافة الهاوية ما لم تحكم الأم إقفال أسطوانة الغاز(دبة الغاز) مع استبدال (ربلة)الغاز عند كل تغيير لاسطوانة الغاز والتأكد من سلامة مفتاح الاسطوانة وإبقاء (أفياش) وفتحات مكابس الكهرباء في مستوى أعلى من أن يصل إليه الأطفال بما في ذلك وضع توصيلات الكهرباء عاليا بحيث لا تصل إليها أيادي الأطفال. فلحظة غفلة قد لا تتجاوز دقائق قليلة معدودة يقضونها بالعبث بهذه الأشياء الخطرة كفيلة بإلحاق إصابات بالغة يمكن أن تسبب لهم إعاقة أو تشوهات أو تنتزع حياتهم. فالعبث بالغاز وتركه مفتوحا والشبابيك – أساسا- مغلقة لا شك أنه كفيل بالتسبب باختناق الموجودين بالمطبخ أو على مقربة منه ومن ثم وفاتهم هذا فقط لمجرد استنشاقه.

* أما إذا استعمل الطفل عودا ثقابا أو قداحة تاركا غاز الفرن أو الطباخة – لدى عبثه بالمفاتيح – يملأ أرجاء المطبخ فقد يتفجر البيت ويقع على ساكنيها ويموت جميع الموجودين بداخل المنزل أو على الأقل يصابون ويصاب من كان قريبا منه بحروق واسعة خطيرة.
كما يجب التنبه للأطفال بالمطبخ فكثيرا ما يحاولون بدافع الفضول سحب الآنية الساخنة على النار من على الطباخة(الشولة) أو الفرن فتقع عليهم بما فيها من محتويات ساخنة متسببة بحروق بالغة ومشوهة أو على الأقل يحرقون أيديهم إذا لمسوا هذه الأواني الحارة إن بقيت في مكانها ولم تسقط عليهم.
* وعلى الطرف الآخر قد يجد الطفل مسمارا أو قطعة معدنية

قد يعجبك ايضا