دور الإعلام في بناء اليمن الجديد
محمد راجح سعيد
تلعب وسائل الإعلام المختلفة دورا إيجابيا في تسليط الضوء على الظواهر الاجتماعية المختلفة وكذلك في بناء اليمن الجديد إلا أننا نلاحظ أن الإعلام وخاصة الحزبية لا يهتم بقضايا الوطن بقدر ما يهتم لقضايا أحزابها, ونحن نؤكد هنا على الأحزاب الاهتمام بأحزابها ولكن ذلك لا يكون على حساب قضايا الوطن فالوطن فوق الجميع.
أن الوحدة عندما تحققت في 22 مايو 1990م أعطت الأحزاب كامل الحرية وخاصة على المستوى الإعلامي فأصبح لكل حزب صحيفة وقناة فضائية وكان على الأحزاب أن لا تنشغل في المماحكات السياسية والمهاترات الإعلامية وبدلا من أن تكون إعلام الأحزاب عونا للدولة في حل قضاياها الشائكة انشغلت الأحزاب في ما بينها بالمماحكات السياسية كما أنها تثير الشكوك في ما تقوم به الدولة والحكومة من إنجازات.
أن اليمن تعاني من مشاكل جمة سواء على مستوى الداخل أو الخارج ولذلك فيجب أن يكون للأحزاب والتنظيمات السياسية موقفا إيجابيا بحيث تعين الدولة والحكومة في حل المشاكل وليس في تأجيجها.
إن اليمن عندما أقرت الحرية الحزبية وحرية الصحافة كانت تأمل أن يقف الجميع لمساعدتها في حل مشاكلها المختلفة إلا أن الذي حدث هو العكس فقد استغلت صحف الأحزاب والمعارضة المشاكل التي تعاني منها الدولة وعملت على تأجيج الأمور بدلا من تهدئتها.
إننا نأمل أن تراجع الأحزاب والتنظيمات مواقفها وخاصة وسائل الإعلام التابعة لها وتكون عاملا مساعدا للدولة ليس فقط في الجانب الإعلامي ولكن في كل شيء لأن اليمن هو بيت للجميع وليس لحزب بعينه أو تنظيم بعينه خاصة في هذه المرحلة الدقيقة, وبعد نجاح مؤتمر الحوار الوطني وخروجه بمخرجات سوف تعمل على اليمن الجديد.