ثـــــــــــــــــــــــــــورة ..
نبيهة محضور
تلك الليلة لم تكن كسابقاتها الباهتة .. الباردة برود الثلج .. ليال بلا ملامح بلا الوان .. وحده النوم الذي كان ينقذني من حياة بت امقتها .. أرفضها .. أحتقرني لأني اعيشها.. كان الملاذ الوحيد الذي ارتمى بين أحضانه بعد عناءليل كنت فيها مجردجسدمسلوب الإرادةليس من حقه حتى ان يتأوه تحت سياط جلاده ..
حينما كنت طفلة حلمت كثيرا بذلك الثوب الأبيض والفارس الذي سيحملني على صهوة جوادة .. يدخلني إلى مملكته لأعتلي عرشها.. مملكته التي لن تكون إلا لي ابذر بذورها .. اقطف ثمارها.. استنشق عبير ازهارها .. نلهو في رياضها انا وانت ..يعانق عشبها الأخضر جسدين حينا نرتمي بين احضانه ..ضلت تراودني صورتك كل ليلة من ليالي ربيع عمري .. احتضنتك في خيالي .. ابحرنا معا .. غصنا في وجدان الشوق .. حلقنا فوق الغيمات ناجينا القمر في مساءتنا العاصفة .. كنت اسمع تراتيل قلبك .. همسات فؤادك .. احب تلك اللحظة التي تطوقني فيها ذراعيك وانت تراقصني ..استنشق فيها عبير أنفاسك حرارة قبلاتك الحارة تجعل جسدي يرتعش شوقا وانت تهمس لي : “زيديني عشقا زيديني يا أجمل نوبات جنوني زيديني” .. فيزداد عشقي لك يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة .
ليال كانت الأجمل والأدفى بوجودك فيها ليال كنت تشعرني بأنوثتي التي ما خلقت الا لك ..
أنوثتي التي ذبحت تحت انقاضك في اول ليلة ولجت فيها مملتك التي اختارها لي والداي “والداي” اللذان كانا فرحين بجرامات الذهب التي زينوا بها نحري وخاصرتي وجبيني و .. و.. و.. جرامات الذهب تلك التي زينت جسدي لم تستطع تزين وجهك الذي لمحته قابعا بين دفتي شماخك”1″المنسدل على راسك .. وجهك والذي رسم الزمان عليه اخاديده العميقة .. وقتها تحطمت أحلامي كزجاج متناثر وانا أرى فارس أحلامي الذي انتظرته كثيرا يكبر والدي الأربعيني بعشرات السنين !! ياله من فارس هرم لم يعد يقوى حتى على اعتلاء حصانه تقيئت أحلامي على شفتيك التي كانت تستر بقايا عظيما تمهتزة .
هاهي سنتان من عمري جعلتني أكثر شيخوخة منك.. تتعالى أنفاسي كلما اشتممت رائحة جسدك الذي ما هو إلابقايا رجل يشتري بأمواله اجساد حوريات ليلهوبها..
هذه الليلة اشتقت ان أكون أنثى .. صوتك عاد يداعبني من جديد .. يدندن في أذناي “يا أجمل امرأة من بين نساء الكون احبيني ” نظرت في وجه مرآتي المهجورة .. مازلت جميلة .. صغيرة ..تذكرت أني لم اتجاوز العشرين بعد .. ارتديت ذلك الثوب الذي راقصتني فيه قبل سنوات ..اطلقت سراح شعري ليتدفق كشلال على كتفي .. ظهري .. خاصرتي .. عطري الذي هجرته منذ مدة طويلة يشتاق لفك وثاقه ..نترت رذاذه على جسدي الثائر.. أشتعلت انوثتي الثائرة لتطفئها برودة شيخوختك .
• الشماخ : عبارة غترة يلبسها الخليجيون على رؤوسهم ..تسمى باليمن ” سماطة ” ولكن تلبس بطريقة مغايرة .