كأس العالم والسياسة
أحمد غراب

في بداية الستينيات قال الرئيس البرازيلي جواو غولات: (ليس عندنا لا أرز ولا خبز ولكن يكفينا بيليه وغارينشا واماريلدو و.. كأس العالم وهذا هو المهم).
تأثير الرياضة على الشعوب أعظم عشرات المرات من تأثير السياسة .
الرياضة تجمع ما لا تجمعه السياسة عندكم مثلا إيران والولايات المتحدة لم يجتمعا منذ 34 عاما وها هو كأس العالم في البرازيل يجمع حكاما من الاتحادين الأميركي والايراني لكرة القدم عملوا سويا في ادارة مباراة كولومبيا واليونان في المجموعة الثالثة .
وكذلك الحال بالنسبة لروسيا وأوكرانيا فرقتهما السياسة وجمعهما كأس العالم.
وفي المقابل يمكن القول ان للرياضة تأثيرها السلبي أو الإيجابي فالتعصب الكروي قد يجعل الكرة والملعب شكلا جديدا من أشكال الحرب ويذكر التاريخ أن هندوراس والسلفادور شنت حربا بسبب مباراة تأهيلية لكأس العالم العام 1969م.
لكن في المقابل هناك تأثير إيجابي فبالنسبة لألمانيا كان لقب كأس العام 1954م خطوة هامة في العودة إلى حظيرة الدول المتحضرة عقب كوابيس الحقبة النازية.
في البلدان العربية لم تستطع الرياضة أن تنتشل الشعوب من واقع الكآبة السياسية الغارقة فيها لأن وضعها لا يؤهلها للقيام بهذه المهمة فهي لا تملك من المعنويات ما يمكنها من منح الجمهور نشوة الانتصار والفوز وهي تبدو من ضحايا الصراعات السياسية مثلها مثل الاقتصاد.
اليوم لم يفلح مونديال كأس العالم في صرف النظر عن السياسة وملحقاتها خصوصا بالنسبة لنا نحن العرب تعودنا أن نأخذ معنا همومنا ومشاكلنا إلى كل مكان نذهبه حتى الى الملاعب.
وأعتقد أن تأثير الرياضة على العرب مضاعف وأكثر حماسا فالمشاعر الهائلة التي تشتعل عندما يفوز فريقك الوطني أو يتأهل الى بطولة عالمية هامة تجعلك تشعر أنك ملكت العالم بأكمله وتوقظ في داخلنا كل مشاعر التضامن والتوحد والالتفاف الوطني.
وعلى شرف مشاركة الجزائر في كأس العالم اتذكر هنا من ذاكرة كأس العالم رد الفعل الساخر لمدرب الجزائر محيي الدين خالف في “مباراة العار” تلك الصيغة التي اعتمدت على نطاق واسع للدلالة على تواطؤ ألمانيا والنمسا لإنهاء مباراتها بفوز الأولى 1-صفر ليتأهلا معا إلى الدور الثاني على حساب الجزائر حينها قال المدرب خالف : “إنه شرف عظيم بالنسبة لنا أن نرى منتخبين كبيرين يتواطآن من أجل إقصائنا”.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم ابي واسكنه فسيح جناتك وجميع اموات المسلمين