المؤسسات الثقافية يقودها مجموعة من الأدعياء وترعى الفضائح..!

لقاء/ محمد القعود


الشاعر المبدع زياد القحم أحد الأصوات الشعرية المتميزة التي استطاعت أن تفرض حضورها وأبداعها في الساحة الثقافية بقوة وثقة واقتدار خلال السنوات الماضية.
ولعل ما يلفت النضر في سيرة هذا الشاعر المتميز حرصه الشديد على تقديم إبداعه بعيدا عن الركض خلف الشهرة والأضواء واستجداء الإعجاب
شاعرنا الجميل يشتغل على مشروعه الشعري بوعي عميق وبإصرار على اجتراح الأروع.. وفيما يلي اللقاء السريع الذي أجريته معه حول تجربته والعديد من القضايا الثقافية:
*ماذا عن تطور رؤاك الشعرية بعد مرور فترة من الظهور وإصدار أكثر من مجموعة شعرية وكيف تقيم مسارك الآن ¿
-أعتقد أني عشت فترة طويلة من الاستعداد للظهور الشعري فلم أظهر إلا ومعي رؤيتي الشعرية وطريقتي في التعاطي مع الموضوع وأسلوبي في التوصيل استعنت كثيرا بالناقد الذي يسكنني هذا الناقد الذي صنع هالة كبيرة حول الكتابة الشعرية وكان يؤخر اقتحامي لمضمار الشعر .
منذ منشوراتي الشعرية الأولى في مطلع الألفية عبر الصحافة المحلية حاولت أن يكون وجهي الشعري مميزا وأصيلا ولعلي وفقت في الانطلاق إلى فضاءات الشعر وتقديم عشرات النصوص التي تستحق القراءة ولكنها لم تجمع في كتب حينها
ثم أصدرت كتابا شعريا إليكترونيا ( ديوان الشجن ) في العام 2007 تضمن الكثير من القصائد المطولة وقدمت فيه قلمي كأداة جديدة لعرض الكثير من إشكالات الحياة بالأشكال الشعرية المألوفة ولكن بلغة خاصة قريبة من القارئ وبعيدة عن الأساليب المتداولة
وحين قدمت كتابي الورقي الأول ( إذا رأس حلمك طار ) 2012 وكان صغير الحجم مميزا في تناولاته دخلت مرحلة أكثر نضجا في كتابة مواضيع معاصرة تنوعت نصوصه بين العمود والتفعيلة والنثر وفيه قدمت رؤيتي لتغيير طريقة التناول بالتناسب مع تغير الشكل الشعري .
وفي كتابي ( تكاسير القمر 2013) قدمت مجموعة نصوص متوسطة الطول مع عدد كبير من النصوص القصيرة – السريعة بخلفية فكرية شعرية متداخلة فيها ملاحقة للمعنى ووصول مثير إلى مرحلة الإمساك به وعند تجربتي في هذا الكتاب أشعر بفخر واعتزاز كبيرين تجاه كل هذا التعاطي الإيجابي معه من قöبل أغلب وأهم الرموز الثقافية في اليمن وأصدقائي الأدباء الشباب وأفخر أكثر بالحفاوة التي أظهرها كثير من القراء من خارج المشهد الثقافي وهذا يعني أني كسرت حواجز بيني وبين القراء دون أن أفرط بجودة القصيدة وارتفاع مجازيتها وسأسعى ليكون كتابي التالي استمرارا سلسا لتطور الرؤية الشعرية لدي.
ملامح مميز
*كيف تنظر إلى واقع الكتابة الشعرية في اليمن هل هناك ملامح خاصة للشعر اليمني الآن ¿
يتميز مشهدنا الشعري بتنوع وتعدد الأصوات والتجارب والاختلاف الإيجابي في الخلفيات الثقافية التي ينطلق منها هؤلاء الشعراء .
ولعل الأكثر دهشة هي التجارب الجميلة المنطلقة من ثقافة أصيلة والواصلة إلى أساليب معاصرة بعبارة أخرى : الأقلام الحداثية الحاملة للموروث الثقافي والتراكم المعرفي .
وهناك الكثير من الشعراء الشباب ينطبق عليهم هذا التوصيف ولعل هذا هو أهم ملامح المشهد الشعري اليمني المعاصر .
ولا أنكر هنا وجود عدد من التجارب المفرغة من الروح والجمال والذاهبة لتقديم بعض الأفكار الشعرية المستهلكة في ثقافات أخرى غربية أو شرقية في محاولة لصنع دهشة مزيفة هذه الأسماء لا يعول عليها مطلقا ولكن تظل الكتابة فعلا متاحا للجميع .
هناك ملامح مميزة لتجربة واحدة وهناك سمات صنعتها تجربة معينة لشاعر معين ولكنها تحولت إلى أنساق اشتركت فيها عدة تجارب لاحقا.
فمثلا هناك نقلات صنعها البردوني وأصبحت ملامح للكثير من التجارب الشعرية في اليمن وأنا هنا لا تحدث عن التقليد السلبي بل عن الاشتراك في ملمح معين مع الجمالية الخاصة لكل تجربة
والمؤكد أننا نحتاج إلى الكثير من الاشتغالات على تجويد المنتج الشعري للوصول إلى ملامح أوضح وعلامات أكثر تمييزا
ونحتاج قبل ذلك إلى توجيه الكتابة إلى مواضيعنا الحقيقية التي تخصنا بأساليبنا التي تخصنا أيضا والابتعاد عن تقليد ما لا يستحق الالتفات نحتاج إلى الاطلاع على تجارب العالم لا لنكتب عن همومهم أو نحاكي هواجسهم بل لنتكامل معهم بالانطلاق الدقيق من ثقافتنا العربية الكبيرة .
*لماذا جرتúك المسابقات الشعرية إلى مضمارها هل ذهبت إليها راغبا في إثبات ذاتك أم رغبة في الحصول على القيمة المادية للجوائز¿
– ربما اجتمعت كل الأسباب أو كثير منها حين فكرت في الالتحاق بهذه المسابقة أو تلك لكن أهمها على الإطلاق هو توصيل رسالتي واستغلال تعلق الجمهور بالأنشطة المسابقاتية

قد يعجبك ايضا