أنا فدى أبوك ..

عبدالرحمن بجاش


هل يمكن لهامة جبل العروس أن يكون كذلك بدون صبر ¿¿ وهل يمكن لصبر أن تكون كذلك بدون المشاقر.. وهل يمكن لمشقر أن يكون بدون ريحة الأرض “بياض وأزاب”.. وهل يمكن للاخضرار أن يعم الكون بدون النفوس الأكثر اخضرارا …..كيف يمكن لتعز أن تكون بدون مشقرها المشقر بالسحابة محمد الفتيح أنا فدى أبوه ,….هل يمكن أن تقبل النفس أن تسكن الخضرة بدون روح الرجل الذي تماهى بها إلى درجة أنك لا تستطيع أن تفرق أو تفصل بين تعز والفتيح !! , كيف يمكن لك أن تذهب إليها وتكتشف أنها بدون الفتيح ….كأن يقول لك أحدهم تعز بدون مطر …إب بدون اخضرار …….كيف ¿¿ , هاهو عام يمر من بين الاصابع بدون الفتيح وهاهو عام يمر وأنا عاجز عن أذهب إليها لأنها بدونه !! وها نحن كالعاده ننسى , وحدها مؤسسة السعيد تذكرت فذكرت ويحسب لها انها تذكرت . آخر لقاء مع المشقر , تغدينا سوى عند الرباش , تسلل كعادته واختفى حرصا على ألا يحرج أحدا بتوصيله , ركب رجليه وذهب , ولم يعد , رحل وترك كل المشاقر ……الفتيح المشقر بالسحابة , بالسبولة, بالمحجان , بالدودحيه , بقدس , بعمقان , بالذعف , بالمضمد , بالعده , بالبتول , بالعöدف , بالزرع , بزنينة المطر , بسماء الله الزرقاء بلا حدود تمطر أمثال الفتيح يزرعون الأرض فرحا ومشاقر , فتتحول المساحة كلها إلى فتيح وازاب وبياض وألوان لا تعد ولا تحصى ,……أين الفتيح يغني للمطر أن يرسل قطيراته تزرع الأرض سلاما تهفو إليه النفوس وسط هذا الهجير ,…..حيث لا نزال نظمأ للكلمة الشاعرة كما نظمأ لقطر الندى , كما نظمأ للفضول , كما نرتوي أيوب ومحمد صالح شوقي (واشارح الحول ….رد الماشيه ) , أين محيي الدين سعيد يفتح لنا البير نرتشف من مائها اغنية لتعز للفتيح يغني (( حنيت …فكان البرق جواب حنيني …..وانيت فبات الريح صدى انيني ……وغنيت للكألا أحلى لحوني …..وأعطيتها عمري لاجل اقضي ديني )) , ويا فتيح كثر الكلام ما يفيد وأنت أبو الكلمة التي هفت إليها أرواح الرعيان , اهتزت لها أجساد من يرقصون الشرح فيتعسنفون كالغصن في مهب نسيمات الفجر المبلله بعرقوص الموردة خدودهن بمشاقر الغبش , وهديل المطر …..كيف للحنا يا صاحبي أن يسكن الخدود وقلمك مائل لا يجيب , كيف يا فتيح تركت غصن السلام يكبر في صبر ويغتاله الجحر وأن لم تقل شيئا سوى التغني بالوطن الذي لا يسمع صوته من في آذانهم صمم , وأنا فدى أبوك …..يا فتيح انا فدى كل كلمة قلتها …كل اثر تركته ….أنا فدى رعيانك وراعياتك ,يا فتيح لم أعد أدري أمامك ما أقول ….عليك سلام الله ….

قد يعجبك ايضا