فلسطين هي أرض “مسرح المضطهدين”
حوار/ أحمد الأغبري

وعيي الاجتماعي وارتباطي بالنظريات والفلسفة الاجتماعية منحني ثقة في ان المسرح يستطيع أن يصنع تغييرا
المقاومة اليومية هي في أن نعي ذاتنا وننطلق باتجاه اللاعنف فالفن ينتصر للحياة
> ممثلة ومخرجة ومدربة مسرحية فلسطينية انطلق مشوارها من فرقة “مسرح الحكواتي” لتؤسس وتدير “مؤسسة عشتار لتدريب المسرح”متبنية فكر وفلسفة مسرح المضطهدينمحققة من خلاله نجاحا أصبح من خلاله مسرح عشتار مفوضا بكتابة مناهج الدراما للمدارس الفلسطينية وعنوانا كبيرا من عناوين التدريب المسرحي ليس في فلسطين وإنما في المحيط العربي والدولي…
في هذا الحوار نحاول الاقتراب من تجربتها المسرحية في مسرح عشتار ومسرح المضطهدين عموما :
* كيف استطعت أن تتجاوزين معوقات نجاحك كامرأة وكمسرحية وفي بلد محتل ¿
– بالفعل فلسطين تحت الاحتلال ويعاني مجتمعنا كثيرا من المشاكل سببها الاحتلال …لكن فلسطين ما قبل الاحتلال وما قبل النكبة كانت قوية جدا ثقافياوبالتالي الأساسات موجودة لمجتمع يحترم الثقافة وينتجها ويبدع فيهاولديه قاعدة ومساحة واسعة من التعبير الحرإلا أن تفريغ المجتمع الفلسطينيفيما بعد النكبة والشتاتمن عناصره التي كانت قائمة عليها الثقافة في حينه أدى- بالتأكيد-إلى اختلال موازين الثقافة والتربية والبحث العلمي والإنتاج الفكري وغيرها في الداخللكن بقيت النواة وبقيت الرغبة في الاستمرار على الرغم مما حصل..هذا بحد ذاته أعطى دفعة للشعب الفلسطيني للحفاظ على هويته وعناصره الثقافيةوإن كانت عناصر بهتت أو تشتتت..والمجتمع الفلسطيني مجتمع عربي لديه حس المحافظة وبالتالي فهناك محاولات اجتماعية تقليدية دائمة الضغط على المرأة تحت مسميات العيب والشرف والحرام وان لا تنخرط كثيرا في مجالات الفنوإن كان ثمة مسؤول عن ذلك فهو الاحتلالفالاحتلال اثر بلا شك على كل مجالات الحياةولكن بعد وجود الاحتلال هناك احتلالات وجدران صغيرة يشكلها الفرد في داخل ذاته وأسرته وبيئته…فالمجتمع مضطهد من الاحتلاللكن هناك الرجل الأقوى في الأسرة مضطöهد لمن هو أضعف منه وعادة الأضعف في كل المجتمعات هي المرأةوبالإضافة إلى المرأة هناك الأطفال وخصوصا الفتيات..أقول قولي هذا وأناقضه لان تجربتنا في مسرح عشتار وهي المؤسسة التي أقوم عليها وافعلها فنيا استطاعت ان تتجاوز كثير من المعوقات…
* كيف تبلورت فكرة مسرح عشتار وتجاوزت تلك المعوقات الكثيرة ¿
– درست علوم اجتماعية وتخصصت فيما يسمي “العلاج النفسي عن طريق الدراما” وبموازاة الدراسة كان المسرح باستمرار يسير يدا بيد مع دراستيصاحب ذلك ان وعيي الاجتماعي وارتباطي بالنظريات والفلسفة الاجتماعية أعطاني قوة ومنحني ثقة في ان المسرح يستطيع ان يصنع تغييرا وأن دوري كبير في هذا المجاللأنني على دراية به..ومن هنا كان عندي رغبة شديدة في ان ابدأ مع شريكي في المسرح ادوار معلم وهو زوجي وشريك دربي الفنيفي تأسيس مسرح عشتار ليكون أول مدرسة مسرحية في فلسطينوتكون البداية في تعليم الفتيات والشباب..وللعلم فانه قبل مسرح عشتار لم يكن في فلسطين أي تعليم من هذا النوع..فقط كان هناك فرق مسرحية منها فرقة الحكواتي التي انضممت إليها في العام 1984م وكانت هذه الفرقة من أكثر الفرق الفلسطينية تجولا في أوروبا لان فلسطين فيما قبل تسعينيات القرن الماضي كان محرومة من التواصل مع العالم العربي وبخاصة ما هو قادم من القدس.. وقد تشظت هذه الفرقة لعدة مؤسسات منها مؤسسة مسرح عشتار التي أسسناها في 1991م عمليا وأصبح فيها اليوم عدد لا بأس به من المنخرطين في عالم المسرح من الشباب بما فيهم الفتيات اللاتي تتزايد أعدادهن …واستطعنا ان نتجاوز المعوقات الاجتماعية خطوة خطوة حتى أصبح المجتمع يأتي إلينا ويطلبون منا تدريب أبنائهم..بالطبع لم يكن في البداية في كل المناطق الفلسطينية لكن صار عملنا حاليا في كل مناطق فلسطينوعلى الرغم من أنني من القدس إلا أننا نعمل في كل المناطق الفلسطينية بما فيها الضفة وغزة…وقد مررنا في مسرح عشتار بعدة مراحل فمنذ بداية 1991م حتى 1994م كانت سنوات تأسيسوفي هذه السنوات واجهنا صعوبة في إقناع المجتمع المحليلكنا حققنا نتائج متميزة في التدريب وتعليم الدراماحتى صار عنوان تعليم الدراما داخل فلسطين هو مسرح عشتاروإلى ان فوضتنا وزارة التربية والتعليم لكتابة منهج الدراما للمدارس وتدريب المدربين من المعلمينوبالتالي أصبح مسرح عشتار عنوانا للتدريب المسرحي في فلسطين.
* بعد ذلك لöم تبنيتم تجربة وفلسفة مسرح المضطهدين للمخرج البرازيلي أوغستو بوال¿
– بعدما أصبح لنا حضور وصوت على الساحة الفلسطينية التربوية والفنيةوكوننا في فلسطين نعيش في (كونتنات) ومناطق معزولةبسبب الحواجز التي تتكاثر على ارض الواقع مع
