المكتبات العامة.. ضعف التجديد وعزوف القراء
استطلاع/ خليل المعلمي

لا تزال المكتبات العامة محتفظة بأهميتها كونها أهم روافد البحث العلمي والتقدم والرقي ومن أهم منابر التنوير داخل المجتمعات المتحضرة فبدونها يظل المجتمع في حالة فراغ ثقافي وتنويري وعلى الرغم من محدودية المكتبات العامة والخاصة داخل مدننا وقلتها إلا أن محتوياتها لا تلبي متطلبات الكثير من القراء خاصة منهم الباحثين وطلاب الجامعة.
من خلال المادة التالية نستطلع آراء عدد من القراء حول وضع المكتبات العامة والخاصة في بلادنا واقتراحات لإمكانية رفدها وتجديدها بما هو جديد من إصدارات حديثة:
أثناء زيارتنا لعدد من المكتبات العامة في العاصمة وجدناها شبه خالية من القراء إلا من البعض الذين يداومون على زيارة المكتبات والبحث عن الجديد بداية يقول عبدالرزاق المروني- خريج شريعة وقانون: المكتبات بشكل عام لا تقوم بتخريج عالم ولكنها تصنع المثقف وفي بلادنا المكتبات ضعيفة ولا تواكب كل جديد في مختلف المعارف كما أنها لا تحتوي على الأعمال الكاملة للكتاب والأدباء والروائيين العرب بالنسبة لكتب القانون والتي أحتاجها في تخصصي لا أجد ما أريده, وهذا يشكل إعاقة لي في استكمال وتطوير مجال تخصصي.
ويضيف: أنا أتردد على العديد من المكتبات العامة والخاصة مثل دار الكتب والمكتبة الجامعية ومكتبة العفيف وغيرها ولا أجد فارقا بين هذه المكتبات من حيث التجديد والمتابعة لكل ما هو جديد والشيء الذي أجده في مكتبة مركز البحوث والدراسات هي سلسلة عالم المعرفة وهي شبه مكتملة.
ويؤكد المروني أن هناك حلولا كثيرة لمعالجة العجز في رفد المكتبات العامة بالكتب والدوريات المتخصصة, منها إلزام الناشرين والمؤلفين بإيداع نسخ لدى المكتبات العامة معتقدا أن هذا لا يشكل إعاقة أمام الناشرين والمؤلفين بل سيكون لهم الفخر بأن إصداراتهم على أرفف المكتبات العامة وأمام جمهور القراء ولا يشترط على الناشر أو المؤلف إيداع نسخ كثيرة بل نسخ محدودة.
ويأسف المروني لعدم وجود تجديد في أغلب المكتبات العامة وقال: هناك أيضا قلة في الكتب العلمية خاصة منها الطبية حتى أساتذة الجامعات ممن يصدرون كتبا علمية وأكاديمية لا توجد لهم نسخ مودعة لدى المكتبات العامة ليستفيد منها القارئ العادي والقارئ المتخصص وبالطبع ليس هذا حكما مطلقا ولكن هناك حالات استثنائية كمبادرات شخصية يشكرون عليها.
الاهتمام مطلوب
ويرى الباحث مأمون الربيعي أن الاهتمام بالمكتبات العامة ورفدها بالإصدارات الجديدة والقيمة أمر مفروض ويقول: إن مكتباتنا العامة مليئة بالكتب القيمة والمراجع الضخمة, فمثلا تحتوي مكتبة مركز الدراسات والبحوث على 800 ألف عنوان تتوزع على مختلف الدوائر السياسية والتاريخية والاقتصادية والعلمية وهذا عدد كبير ويتم رفد المكتبة بحسب الإمكانات بالإصدارات الجديدة.
ويضيف: هناك تفاوت في تجديد ورفد المكتبات بالإصدارات الجديدة بين مكتبة وأخرى وألاحظ أن هناك متابعة حثيثة من قبل أمين مكتبة مركز الدراسات والبحوث الأستاذ عبدالله الشرفي في شراء الإصدارات الجديدة بما يتناسب مع الميزانية المرصودة وهذا جهد يشكر عليه.
ويتابع: أما المكتبات الجامعية فهي بحاجة إلى تجديد مستمر فمعظم محتوياتها كتب قديمة وتعود لفترة إنشائها في السبعينيات.
أحد روافد البحث العلمي
أما الباحث محمد علي زيد فيقول: المكتبات من أهم روافد البحث العلمي والتقدم والرقي فوجود مكتبة كبيرة في أي بلد لا شك بأن ذلك البلد سيخرج العلماء والمفكرين والمثقفين في مختلف المجالات ويدل على أن جزءا من محتوياتها هو نتاج أبنائها سواء في التأليف أو الترجمة.
ويضيف: علاقتي بالقراءة منذ الصغر فأنا هاو لها فقد كنت امتلك مكتبة صغيرة تحتوي على مائة عنوان في جانب السير والتاريخ وغير ذلك ولما كبرت بدأت أتعرف على المكتبات العامة وأزورها وبدأت أتعرف على العناوين المختلفة والمهمة وأصبحت أفرق بين الغث والسمين.
ويتابع: أما حال المكتبات العامة في بلادنا فلا تختلف عن المكتبات العامة في الوطن العربي من حيث الإهمال وعدم مواكبتها لكل جديد ويبدو أن هذا غير وارد كهدف من أهداف هذه المكتبات بمختلف أنواعها العامة والخاصة والجامعية بينما يتم رفدها في مواسم محددة عند تنظيم معارض الكتب حيث يتم شراء إصدارات محدودة كما تحصل على إهداءات سواء من المؤلفين أو من بعض المراكز البحثية.
وينوه بأن حال المكتبات الخاصة أيضا التي تملكها مؤسسات ثقافية أهلية تعاني أيضا نفس المشكلة على الرغم مما تصرفه هذه المؤسسات في مختلف الفعاليات والأنشطة إلا أن الكتاب يظل في أسفل سلم أولوياتها مشيرا إلى أن معظم المكتبات تعتمد على الاهداءات والإيداع الإلزامي ولا تمتلك أي سياسة خاصة باقتناء الكتاب.
كتب قديمة