توحيد الكلمة والصف

أحمد الأكوع


البعض يرى أنه لابد من أن يوحد أبناء اليمن صفوفهم وتكون كلمتهم واحدة ودينهم واحد ولا ينبغي أن يتنابذوا هذا سني وهذا شافعي وهذا زيدي فالدين هو دين التوحيد لا دين الفرقة حيث لاحظ البعض قيام البعض الآخر في المساجد بانتقاد المصلين هذا رجله كذا وهذا كذا وكما أن الانتقاد يحتاج إلى سلوك وأدب والكلمة الهادئة بالتي هي أحسن فاختلاف الناس ليس له أساس في أسس الدين وقد يصل الأمر إلى العداوة والبغضاء وإلى الشجار أو القتال واستخدام أسلحة الموت على أبسط الأشياء والبعض يبتدعون بدعا ما أنزل الله بها من سلطان وأدخلوا هذه البدع في أهل الإسلام فضلوا وأضلوا وفي الحديث ما ابتدع قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة وأخرج الطبراني في معجمه الكبير (ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة إلا ضاعت مثلها من السنة).
ودخلت السنة سماها الناس سنة القضاة لكثرة من مات بها منهم أي من القضاة ودخلت سنة عشرين ومائتين وألف في هذه السنة رفع الإمام فتح سعيد عن بلاد بيت الفقيه وأضافها إلى صالح بن يحيى العلفي وفيها عزل الإمام عبدالله على المستكا عن بلاد رادع وعقد لأحمد بن علي بن إسماعيل في شهر جماد الآخرة.. وفيها خلع الإمام حسين بن صالح الأكوع عن بلاد آنس لأكله حقوقها كما ادعاه وكيل الواسطة فلما وصل تربص أياما وفر وفيها عقد بها الإمام لإبراهيم بن يحيى بن إسماعيل بن إبراهيم فلم ينضبط له أمر على أنه صادر أهل يكاد (قرية من خمس بني فضل بجبل ضروان آنس) في عاشر شهر رمضان ودخل القرية وأحرقها وقد كانت أذعنت له البلاد إلا أنه لم يحسن تجميلها..
متفرقات..¿
وفيها أخبر جماعة أثبت أنه رأى من قاع الضلع عدني (ثلا) قرية القمامة وقرية بني عقيق بعد أن كان ذلك مستحيلا بحيلولة الإتمام بينهما ورأى من باب عدانة قرية ضيان وكانت في أوهاط قد حالت الجبال بينهما وبين هذه المحلات ورؤى من قاع ضلع بلاد الروس قرية تعض وكانت في غور لا ترى من ذلك القاع فسبحان المقتدر على كل شيء..
وفي يوم الخميس من سنة (1222هـ) رابع شهر رمضان سئمت قبائل ذو محمد من البقاء خارج صنعاء ولاموا أنفسهم على حصار مدينة صنعاء وقال قائلهم: ان الله لا يصلح عمل المفسدين وعزموا على السير والتنفيس عن الضعفاء فتحوا يوم الجمعة الخامس شهر رمضان عن طريق باب اليمن وساروا إلى ذهبان وصالحتهم الدولة من بعد ذلك.
شعر
من شعر إسماعيل بن حسن النهمي مؤرخا لعمارة قبة البستان
خليفة أخلصت سريرته فكان في السعد حظه الأقوى
وقام عدل شريعته مقام من لا يراعي الأهواء
فراية العدل عنده نشرت وراية الجود دونها تطوى
وشاد لله مسجدا أكملت به اثابات عالم النجوى
وقبة قد حلت فمذ برزت في قالب الحسن غاية قصوى
أنشده السعد في عمارته أرخ له أسست على تقوى
(1164هـ)
(1) هي المعروفة بـ(قبة المهدي) وهي غربي السائلة عدني الطريق النافذة من بستان السلطان إلى جهة السايلة بصنعاء.

قد يعجبك ايضا