من يلملم المبعثر ¿¿
عبد الرحمن بجاش

ما يحدث الان في ليبيا احد اسبابه الرئيسية عجز القوى المدنية عن ان تقدم بديلا , فالقوى التي وحدها الوقوف ضد القذافي انكشف الغطاء عنها لحظة ان قتل الرجل بتلك الطريقة البشعة التي تنم عن المكان الذي لا زالت تقف فيه وتتحدث عن دولة مدنيه قوامها الدستور والقانون ولم تستطع ان تكتم غيظها وتقدم الرجل الى محكمة عادله يقول فيه القانون الذي داس هو بقدمه عليه وعلى الدستور ليقتل بنفس الآله التي قتل بها خصومه !! , وتعمم الصورة ولكن بنفس المضمون , ولا يزال الخصوم وبالذات الاسلاميين الى اللحظه عاجزين عن تاسيس نموذج آخر للدولة المنشوده !! , اما الليبراليون في دول الربيع الذي تحول الى خريف بفعل قدرة النظام القديم على إعادة إنتاج نفسه وهو ما عجزت عنه القوى الليبراليه الى اللحظه , بسبب القراءة القاصرة للواقع مثلما نراه هنا , او غياب القدرة من الاساس . ترى من يفترض انتماؤها الى ما نسميه الآن تجاوزا قوى الحداثة عاجزة عن أن تقرأ اللحظة الراهنه وتنطلق من وحي تلك القراءة , اذ لا تزال تحت ابط القديم لأنها هي برموزها التاريخيه عاجزة عن التقدم إلى الأمام ولو خطوة واحده لسبب بسيط ومهم فزعاماتها لم تعد تنتمي إلى هذه اللحظة , وهي تعمل نفس عمل النظام القديم الذي أعاد إنتاج نفسه وسيطر , بينما هي تائهة في صحراء علامات التعجب والاستفهام, ولذلك سيظل السؤال : من يلملم المبعثر ¿¿ والى متى سيظل الجديد مغيبا امام هيمنة القديم¿ , في وقت بدا أن الاسلاميين الذين واتتهم الفرصة عجزوا عن تجاوز (المظلومية التاريخيه) فيعملون على الاستحواذ , ما يزيد المشهد تشظيا , فلا هم استطاعوا أن يشركوا الجميع حتى تنضج الظروف ولا تركوا الظرف العام ينضج لتخرج البلاد من أتون لحظة لا لون لها !!, وفي وسط القوى التي عول الناس عليها التغيير وقيادة دفته فقد تحولت الأحزاب التقدمية منها تحديدا الى مشيخات لزعاماتها العاجزة عن قراءة اللحظة والخروج من أتون سيطرة صاحب الصوت الأعلى الذي يتحالف ويأتلف ويسيطر على إطار المشهد فيما هم عاجزون عن الانتقال.
الى السطر الثاني !!!!!!