زغردي يا عصافير
زياد السالمي
” كل شيء يسقط في الماء
ولا شيء يغوص في الأعماق .”
…………………………….نيتشه
كان للكف ما سيقول به الحال هذا :
كأن الجهات مشتتة
مثل أحذية مزقتها الخطى
في سلالم ضاقت بزحمة أشواكها
بين قوسين حجابها
أيما أمل بالصعود إلى الحلم ..!
حتى الدليل أشد ارتباكا وتيها
كمن يحتمي خلف سجانه
لا يشير ولو من بعيد
إلى قدميه
إلى أين فعلا ..¿
إلى خوفنا ..!!
سجننا مثلا ..!!
.. ربما
كل شيء هنا يقبل الاحتمال
كأن التشبث بالنبل ضرب من العجز
في عرف هذي البلاد
السلاح هو الحل
– بعض وساوس تقتات عزمك -..
أو ربما قد تكون القبيلة
فيما المدينة تغتاب ألحانها
وتبدلها بالرصاص
المدينة عوراء
جوفاء
خائفة من عصافير تطلق زغرودة
للصباح / القصيدة
خاوية قلت ينهشها الجهل
ينهشها الساسة المقترون
وينهش
ينهش
أكثر
أكثر
حتى عظام / تراب الرصيف
مصابيحها للضغينة
كي لا تلوح النجوم هنا
في الأزقة للحالمين فيلتحفون السماء
منازل تعلو على النائمين
وتلمس شوقا يد الله
تلك التي لم تبارح مواجيدهم ومواويلهم ..
أي عذر لنا ..!¿
أي عليين يكفي لنرضى ..!¿
المدينة والساسة المحبطين
بكل عتاد وريح يحدون أعيننا والقصيدة
لم يدعونا لنكمل دورة
حلم نلامس فيها يد الله ثم نعود
كفى …
ليس هذا وحسب
كعادتنا غرباء
وحيدين
جوعى
سنذبل عطرا ونأفل ضوء لتحيا المدينة
حتما نغني قصائدنا للفراغ
إذن زغردي يا عصافير ….!!!
