المكتبات العامة: تخلف تكنولوجي ودعم ضعيف!!

كتب/ محمد صالح الجرادي


لم يعد في بال المعنيين بالمكتبات العامة وربما الخاصة أيضا أن تنمية المكتبات في في جوهرها خدمة لتنمية القراءة وتنمية الوعي والمعرفة.
وحتى في ظل التسارع التكنولوجي المشهود لا يمكن بأي حال من الأحوال تقدير انتفاء القيمة التي تمثلها المكتبات كمصادر أصيلة وحقيقية لإنتاج الوعي وتخليق المعرفة.
وعوضا أن يساعد المنتوج التكنولوجي الهائل والمبهر في رفد حاجات المكتبات العامة بالأدوات والطرائق والوسائل الحديثة التي تسهل الاقتناء أو الاطلاع وتشجع على ارتيادها تتأخر مكتباتنا المركزية العامة سواء في الجامعات الحكومية أو تلك التي تشرف عليها المؤسسات الثقافية.

كنت أخمن أن تكون زيارتي سارة إلى المكتبة المركزية لجامعة صنعاء وهي من أقدم وأبرز المكتبات العامة في البلاد.
وعلى إيجابية التوسع الذي شهدته المكتبة إلا أنها لم تواكب حتى الآن معطيات التكنولوجيا بوسائل تقنياتها الحديثة.
ومنذ العام 2014م وهو العام الذي جرى فيه اعتماد النظام الآلي للمكتبة لم ير هذا النظام النور حتى اللحظة بالرغم من أن إمكانيات جامعة صنعاء تمكن المكتبة من ذلك بل وأكثر..
يقول نائب مدير عام المكتبة عبدالملك مطهر” النظام الآلي للمكتبة مشروع معطل منذ العام 2004م ويحتاج إلى دعم للخروج به إلى الواقع وما تحصل عليه المكتبة من دعم هو إلا الفئات من الميزانية المرصودة لها.
ويأمل مطهر تمكين المكتبة من ميزانيتها المرصودة سنويا وبصورة كاملة فهذا سيمكنها من إنجاز الكثير من التحديثات التي تحتاجها أما أن يتم إعطاؤها الفتات من هذه الميزانية فلا اعتقد أن ظروفها وإمكانياتها سوف تتحرك عما هي عليه في الوقت الحاضر.
عجز مع وجود الإمكانيات
يبدو غير معقول أن المكتبة المركزية لجامعة صنعاء لا تستطيع شراء أكثر من نسخة واحدة لكل مؤلف في الوقت الحاضر بعد أن كانت في فترات سابقة تسمح إمكانياتها بشراء (5) نسخ من كل مؤلف في أقل الحدود.
ويتسبب هذا العجز وفقا لنائب مدير المكتبة في تعذر حصول طلاب أو باحثين على مؤلفات مرجعية يحتاجونها سواء في أبحاثهم أو في وسائلهم الجامعية, ويتابع: أمام هذه الحالة من العجز وعلى سبيل المثال في توفير أكبر عدد من النسخ للمؤلفات والمراجع كيف يمكننا أن نراهن على تطوير وتحديث جوانب وخدمات المكتبة بشكل عام.
ويلفت في هذا السياق إلى أهمية استشعار المسؤولية تجاه هذا الصرح بدلا من إهدار إمكانياته ومخصصاته في بنود أخرى كالسفريات وشراء القرطاسيات أو السيارات.

رئاسة الجامعة.. مهام مؤجلة
رئاسة الجامعة ليست بمنأى عن معرفة الظروف التي تعيشها المكتبة المركزية لكن لم تقدم حتى الآن إثباتا يوحي باهتمامها وحرصها على ترتيب البيت المتكبي. المركزي الضخم.
لم تقدم رئاسة الجامعة كما هو واضح من خلال زيارتي إلى المكتبة مساعدة معقولة لإدارة المكتبة في الإصغاء وتتبنى حاجات هذا الصرح الهام.
وتتوافر إدارة المكتبة على مشروعات وخطط تطويرية وتحديثية تخدم تقدم الخدمة المكتبية منها ما يتصل بتنمية المكتبة عبر الحصول على المؤلفات الحديثة وكيفية الاشتراك في القنوات التي أنتجتها التكنولوجيا الحديثة غير أن ذلك كله لم يلق إصغاء أو انتباها.
ولسنوات طويلة لا تجد رئاسة الجامعة المتعاقبة أهمية في تبني نشاط دعائي أو إعلامي يذكر يجري خلاله الإعلان عن افتتاح قسم جديد في المكتبة أو حتى الإعلان عبر ملصقات عن جود كتب ومؤلفات جديدة دخلت إلى المكتبة فذلك أدنى صور الاهتمام.
تراجع الإطلاع لغرض المعرفة
وفي الجانب الآخر من المشهد تكاد تقتصر خدمة المكتبة المركزية للجامعة في توفير ما تتطلبه الدراسة الجامعية للطالب وللباحث وهذا ليس ذنبها بالتأكيد فالحالة العامة للقراءة أو الاطلاع لغرض المعرفة والوعي والتثقيف تشير إلى تراجع مخيف.
وتمكنك ملاحظة طلاب وطالبات يتوزعون قاعات وأقسام المكتبة لغرض مذاكرة ومراجعة موادهم الدراسية المقررة ويندر جدا أن تجد أحدهم يقرأ كتابا خارج ما تتطلبه مقررات الدراسة.
تقول الطالبة التي طلبت ترميز اسمها (ع.م) أنها تجد الهدوء في المكتبة لتطالع دروسها وأنها بالكاد تهتم من أجل قراءة ما هو مقرر فما بالك أن تتوفر لديها رغبة المطالعة أو القراءة في جوانب واهتمامات أخرى.
ويقلل الكالب ياسر الصيادي من جدوى خدمات المكتبة في كثير من الوقت وأنه يضطر إلى الذهاب إلى مكتبات أخرى للحصول على المراجع التي يريدها في دراسته التمهيدية للماجستير.
ويجزم ياسر أن معظم طلاب وطالبات الجامعة لا تعنيهم المطالعة أو القراءة لغرض المعرفة لكنهم مضطرون بالدخول إلى المكتبة لاختلاس جو هادئ للمذاكرة أو الأحاديث المتبادلة.
تتفق مع ما سبق إدارة المكتبة نفسها ويؤكد نائب المدير العام أ

قد يعجبك ايضا