الوعي بالتحولات

عبدالله دوبلة


عبدالله دوبلة –
ليس تحولا واحدا ما تشهده اليمن منذ 2011 بل هي جملة من التحولات التي يمكن القول معها أن أحدها يختلف عن الآخر في ماهيته وما يحتاجه من أدوات وأداءات سياسية خاصة به..
يمكن تلخيص تلك التحولات في تحولين رئيسين وآخرين فرعين: التحول الثوري وتحول التسوية السياسية وإضافتي “الفصل السابع” والحرب على الإرهاب كمتحولين جديدين في إطار تحول “التسوية ومرحلة الانتقال السياسي.
فالأداءات السياسية قبل 2011 لم تكن مجدية في التعاطي مع التحول الثوري الجديد ورغم تأخر صالح في فهم تلك الحقيقة كان عليه أن يرضخ لها في نهاية الأمر لتحل التسوية السياسية _التي قبلت بها الأطراف السياسية الممثلة للثورة كذلك_ كمتحول جديد ليس على حساب ما كان قبل الثورة وإنما على حساب تحول الثورة أيضا. فقد كان على الجميع أن يخضع للتسوية والتوافق وتحكيم الرعاة الإقليميين والدوليين.. حتى هذه كمتحول لم تظل على حالها لتتوسع أكثر باتجاه الدور الدولي من خلال “الفصل السابع” و باتجاه أولوية الحرب على الإرهاب التي حلت إلى جانب أولوية الانتقال السياسي..
الزمن لم يعد هو قبل 2011 إلا أنه ليس زمن الثورة في 2011 أيضا وهو زمن التوافق والانتقال السياسي بعد 2011 إلا أنه ليس هو تماما بعد ” الفصل السابع” أو الآن مع الحرب على الإرهاب.. وربما لن يظل على هذه الحال الأخيرة مع تفاقم جملة من التحديات الأمنية والاقتصادية إلى جانب التحديات السياسية للمرحلة..
السياسي الجيد هو من يفطن إلى التحولات ويتكيف معها ومن لا يفعل ويظل عند نقاط زمنية معينة لن يكون أمامه إلا أن يرضخ لها حين تكون قد تجاوزته.. يستوي في ذلك أهل الثورة وغيرهم.. فالتحولات لا تجامل و لا تستثني أحدا

قد يعجبك ايضا