كورونا – هل هو حقا داء مخيف ¿¿

أ.د. احمد محمد الحداد


تعددت الأفكار والآراء وتناولت الأقلام والإذاعات والقنوات التلفزيونية بإسهاب هذا الداء بكثير من التهويل والمبالغة أحيانا قليلة بقصد وأحيانا كثيرة بدون قصد وربما فقط للسبق الإعلامي الذي أصبح هو السائد للأسف الشديد في هذه الأيام.
وهنا كان لابد من إعطاء الحقائق العلمية لهذا الداء من باب المساهمة في رفع مستوى الإدراك والوعي للرأي العام حتى يكون المواطن على علم بحقيقة هذا الداء وأسبابه وأعراضه ومضاعفاته وبالتالي كيفية الوقاية منه.
هذا الداء يعتبر من الأمراض الفيروسية المنتشرة على وجه الأرض منذ قدم الزمان أي أنه ليس جديدا وهو من أمراض البرد الإنفلونزية الحادة التي تسمى بالإنجليزية ” ” Common coldsلأن كثيرا من فيروسات الإنفلونزا قد تم اكتشاف مسبباتها وبالتالي تصنيفها مع تطور التقنية و الأجهزة المخبرية الحديثة في القرن العشرين فقد تم فعلا اكتشاف فيروس “الكرونا” في عام 1960م وبقى هذا الفيروس مسببا لكثير من حالات الإنفلونزا الحادة في كل بلدان العالم بلا استثناء.
وهذا الفيروس الذي ينتسب لعائلة “الكرونا فيراد” الفيروسية المعروفة له أربعة أصناف هي: ألفا وبيتا وجاما ودلتا.
وقد تسبب هذا الفيروس بحدوث جائحة وبائيه في عام 2003 م في جنوب شرق آسيا وعلى الأخص في فيتنام الذي نجم عن الإصابة به مضاعفات على الجهاز التنفسي السفلي مسببا التهابا رئويا حادا نتج عنه عدد كبير من الوفيات وصلت إلى 777 حالة وفاة في فيتنام وحدها ولم تسجل حالات الكرونا في تلك البلدان منذ ذلك التأريخ حتى الآن إلى أن ظهرت الجائحة الوبائية لهذا الفيروس حاليا في المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي تسببت حتى بداية شهر مايو 2014م في وفاة 133 شخصا من 473 حالة إصابة بسبب المتلازمة الشديدة للالتهاب الرؤى الحاد التي سميت متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الشديدة في الشرق الأوسط أو ما يسمى باللغة الإنجليزية “سارس” ‘ SARS’ الشرق أوسطية وهي اختصار للجملة الانجليزية: “Severe Acute Respiratory Syndrome(SARS)”
ولا يزال هذا الوباء ينتشر بصورة سريعة في كثير من دول المنطقة التي من ضمنها بلادنا إلا أنه من ألطاف الله عز وجل أن حالات الإصابة الكثيرة بهذا الفيروس في كل المواسم ولكل الأعمار لا تتضاعف إلى الالتهاب الرئوي الحاد إلا في حالات نادرة أي بنسبة أقل من واحد في المائة 0.1%.
الأعراض المرضية لإنفلونزا “كرونا” العادية في الجهاز التنفسي العلوي ( اللوزتين والحلق) تكون عادة على النحو التالي:
1) حمى 2) صداع 3) الشعور بالتعب 4) آلام الجسم 5) زكام 6) إسهال أحيانا
وفي هذه الحالة فإنه يلزم المريض الراحة التامة وتناول العلاجات الخافضة للحرارة والمهدئة للآلام والمقوية للمناعة مثل الفيتامينات والتغذية الجيدة والتدفئة وهي مجموعة المعالجات التي تعطي عادة لأي حالة من حالات الإنفلونزا أو أمراض البرد الشائعة وعادة ما تنتهي هده الحالة بالشفاء التام في خلال يومين إلى خمسة أيام بإذن الله.
أما إذا حدث أن انتقل الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي والرئتين وفي الغالب يكون هذا “بيتا كرونا فيروس” في خلال يومين إلى سبعة أيام فإنه تظهر على المريض الأعراض الشديدة المفاجئة والسريعة التي تسمي أعراض السارس.
أعراض السارس SARS :
1)سعلة حادة وجافة 2)زكام والتهاب اللوزتين والحلق 3) حمى عالية وقشعريرة
4) إرهاق وفتور شديد 5) آلام الصدر 6) آلام شديدة في الجسم كله وفي هذه الحالة تكون قد حدثت لا سمح الله أعراض مضاعفات المرض الخطيرة أي الإصابة ب “كرونا السارس” SARS أو الالتهاب الرئوي الحاد والشديد الذي يمكن أن يسبب وفيات عالية.
وقد تحدث الإصابة الشديدة بالالتهاب الرئوي من جراء هدا الفيروس فورا وبسرعة فائقة Sudden Onset مسببة الأعراض المذكورة آنفا وهي الحمى العالية والسعلة الجافة والانهيار المفاجئ للجسم وبالتالي الفشل الرئوي ثم الوفاة لا سمح الله
التشخيص:
يتم التشخيص عادة بناء على الأعراض المرضية سابقة الذكر والجوانب الوبائية أي وجود المصاب الذي انتقل منه الفيروس أو الحيوان المصاب بهذا المرض الذي يعتبر ناقلا لهذا المرض مثل القردة والقطط والكلاب والجمال والإبل والقوارض وغيرها.
ويثبت التشخيص بواسطة الأجهزة المخبرية الدقيقة مثل:ELIZA-PCR

المعرضون أكثر لحدوث المضاعفات الخطيرة لهذا المرض:
عادة هم الأشخاص المصابون بضعف المناعة وما أكثرهم في بلادنا نتيجة لتناول القات وسوء التغذية والمصابون بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.. الخ وكذلك الأطفال وكبار السن والنساء أثناء فترة الحمل والرضاعة وأيضا العاملون مع الحيوانات المذكورة المريضة.
الوقاية:
وللوقاية من هذا الداء ومضاعفاته الخطيرة التي

قد يعجبك ايضا