عروض غير مكتملة!!
لقاءات/ محمد صالح الجرادي

مجرد “تحصيل حاصل” هكذا ظهرت العروض المسرحية للأسبوعين الماضيين بعد انقضاء شهر ويزيد قليلا على احتفاء العالم بيوم المسرح حيث نجحت مفاوضات وزارة الثقافة مع وزارة المالية التي أحجمت عن صرف الموازنة المقررة للاحتفاء بيوم المسرح في تمكين الثقافة أخيرا من نصف المرصود لتنفيذ بعض عروضها المسرحية التي أعلنت عنها في وقت سابق للمناسبة.
حالة الانزعاج كانت واضحة بالنسبة للمسرحيين مخرجين كانوا أو ممثلين أو كتاب مسرح إنهم في الأغلب مجمعون على سوء احتفاء المسرح اليمني باليوم العالمي للمسرح كما هم مجمعون على ضآلة ما تم تقديمه من عروض مسرحية لم تكن مكتملة بسبب تعذر الإمكانيات لتنفيذها من قبل وزارة المالية وبسبب عدم جدية تفاعل الثقافة- كما يقولون.
لقد عدت بأسئلتي التي حملتها إلى ممثلين ومخرجين وكتاب نصوص مسرحية بحصيلة مؤسفة ومع الإدراك المسبق بواقع غير متعاف بالنسبة للمسرح اليمني طيلة العقود المنصرمة لكنني ومثلي كثيرون يعتقدون أن التحولات الجديدة التي يتحدث عنها أهل السياسة ومسؤولو الحكومة سوف لن يكون في وسعها إنجاز تغيير كامل ولكن في أقل الحدود يمكنها أن تمنحنا مؤشرات معقولة للتفاؤل بواقع مختلف وفاعل ولم لا على صعيد هذا الشكل من الفنون “المسرح”.
لا جديد!!
سألت القاص والكاتب المسرحي منير طلال على هامش عرض مسرحيته “مكافأة نهاية خدمة” عما إذا كانت العروض المسرحية لهذا العام تشير إلى جديد¿! أجابني: العروض ضئيلة جدا ولا تكاد تذكر وبصيغة حادة قال لي: الممثل محمد الذيباني: لا يوجد أي جديد في العروض المسرحية هذا أسوأ عام للعروض بالرغم من وجود الأعمال والكوادر المسرحية. ومثل طلال والذيباني كانت إفادة الممثل سلطان مشود عدا أنه زاد: لا يوجد عمل مسرحي مشرف حتى الآن.. وأن القضايا التي تم التعرض لها بدت مستهلكة.
وبالنسبة للفنان جمال الحاج فيقول: من الطبيعي أنه لا جديد طالما لا وزارة ولا دولة تبديان اهتماما بالثقافة والفنون وفي مقدمتها المسرح.. وعلى النقيض مما طرحه هؤلاء أفادت الفنانة أماني الذماري ممثلة أن أشياء جديدة دخلت على العروض المسرحية وأضفت عليها لمسات فنية جيدة سواء على صعيد الإخراج أو التمثيل. واتفقت مع وجهة النظر التي قدمتها الفنانة كريمة مختار والتي مفادها أن القضايا المطروحة في العروض المسرحية كانت حيوية وهادفة وذات رسالة مؤثرة الإرهاب انقطاعات الكهرباء قضايا المرأة.
ميزانية مقصوفة!!
لقد أدى تأخر الميزانية المرصودة للعروض المسرحية إلى خلق حالة من الإحباط لدى هؤلاء المسرحيين وزاد من حالة الإحباط أن يتمكن هؤلاء أخيرا من نصف ما كان مقررا لهم من مستحقات.
وما أكده الفنان سلطان مشود في هذا السياق أن تأخر صرف موازنة العروض جعل من الاحتفاء بيوم المسرح العالمي بعد شهرين من المناسبة سيئا بكل المقاييس لافتا إلى تأثيرات هذا التأخير على طبيعة العروض”لقد تغيرت التجهيزات واضطررنا نحن كشباب مسرحيين أن نترك النصوص وعملنا على تغييرها إلى اسكتشات صغيرة” وتؤازر هذه الإفادة تأكيدات الكاتب المسرحي منير طلال: نتيجة تأخر وتقليص الميزانية اضطر المسرحيون إلى تقديم أعمالهم غير مكتملة ليستدرك: الأمر لا يتعلق بوزارة الثقافة إنه متعلق بالحكومة!!
ووفقا للفنانة أماني الذماري فإن تأخر الميزانية وتقليصها أثر بشكل سلبي على معنويات المسرحيين الذين كانوا يأملون أن يقدموا عروضا أفضل بكثير مما تم تقديمه.
وإذ وصفت الذماري هذا التأخير بأنه تصرف سيىء قال جمال الحاج: على الحكومة أن تخجل عن نفسها وتظهر إلى حد ما اهتماما بالفن والفنانين وبالثقافة عموما فليس معقولا أن يتم تقليص الميزانية من 12 مليونا إلى 6 ملايين إلى 350 ألف ريال طبقا لإفادة الفنان محمد الذيباني.
مشاركة شبابية ولكن
نقطة الضوء الوحيدة في عروض المسرح هذا العام بحسب إفادات معظم المسرحيين المشاركين تتمثل في مشاركة الوجوه الشبابية في هذه العروض إخراجا وتمثيلا وكتابة نصوص أيضا.
يشير منير طلال إلى “مشاركة وجوه شابة ظهرت بقوة لكنها بحاجة للمساندة لكي تساهم في حيوية المسرح وتطوره وحركته” ويمثل الشباب في طاقم تمثيل العروض ما نسبته 95% بحسب تعبير محمد الذيباني “أما كمخرجين فتواجدهم قليل إذ لا يتجاوزون ثلاثة مخرجين شباب من مجمل 12 مخرجا”.
وفي تقدير جمال الحاج فإن كل هذه العروض يتصدرها وجوه شابه لكنها ليست من الوزارة (الثقافة) وإنما هي وجوه تتبع فرقا أهلية مسرحية!!