الثقافة ودورها في مواجهة التطرف والإرهاب
استطلاع/ خليل المعلمي
لا ينكر أحد ما للثقافة من دور في مواجهة التطرف والإرهاب من خلال التثقيف ونشر الوعي بين أوساط المجتمع وكشف حقائق ومخاطر هذا الفكر الضال الذي يحرق الأخضر واليابس ويعود بالمجتمعات المتحضرة إلى أتون عصور الظلام ويكشف عن الوجه القبيح في مصادرة الأفكار والإبداع والرأي الآخر ومن هنا تأتي أهمية مواجهة هذه الظاهرة وتوحيد الجهود المؤسسات الرسمية والشعبية وحشدها تجاه ذلك وفي المقدمة أصحاب الرأي من المفكرين والمثقفين والفنانين الذين من خلال هذا الاستطلاع نتعرف على آرائهم حول هذه الظاهرة وكيفية مواجهتها:
توحيد الجهود
بداية يقول الناقد عبدالرقيب الوصابي: ينبغي توحيد جهود المؤسسات الثقافية وجهود المثقفين كأفراد للعمل على إنتاج خطاب ثقافي واع يسعى لمواجهة التطرف والإرهاب وتعرية هذه الظاهرة الخطيرة وكشف منطلقاته ومرجعياته وأبعاده الخطيرة أمام المجتمع وبالتالي تأتي أهمية خلق وعي متكامل في كافة النواحي من كتابات للمثقفين ومن إنتاج أعمال مسرحية وسينمائية تعري الإرهاب وتبين مدى خطورته في هدم العلاقات بيننا وبين المجتمعات الأخرى وخطورته في ترويع الآمنين ونشر الرعب بين أوساط المجتمع.
ويضيف: وبسبب هذه الظاهرة فقد أصبح الفرد منا إذا خرج من بيته يقوم بتوديع أولاده فربما لا يعود فقد تنفجر به حافلة أو تصيبه رصاصة طائشة وقد أصبح الوضع مخيفا جدا ولهذا فعلى المثقف أن يتحرك وأن يعمل شيئا فإذا ما سكت عن كل هذا فمعنى ذلك أن البلد ستحترق وستشعل ما تبقى من أمل في نفوس المثقفين وفي نفوس الناس.
ويؤكد على خطورة وأهمية أن يلتفت المثقفون لمثل هذا الحدث وأن تتكامل جهودهم لمواجهة ذلك وأن يخلقوا الوعي لدى المجتمع بأهمية مواجهة هذا الظرف السلبي المظلم الذي نتج جراء الإرهاب القاعدي وأفعالها اللاإنسانية التي كل يوم تفسد ما تبقى من أواصر المحبة والألفة بين الناس.
المشكلة ثقافية
أما الأديب منير طلال فيؤكد بأن للثقافة دورا كبيرا ومهما في مواجهة التطرف والإرهاب فيقول: ما نجده في بلادنا من مشاكل في الأمن وعدم الاستقرار وسوء الأحوال هي في الأصل مشكلة ثقافية تعود بجذورها إلى المفاهيم الثقافية فعندما أهملنا الثقافة خرج إلينا العديد من الشباب المتطرفين الذين يحملون أفكارا تنبذ المجتمع وتنبذ فكرة التعايش والسلم الاجتماعي ويتبنون أفكارا تدعو إلى محاربة المجتمع والدولة وظهرت المفاهيم التكفيرية والمفاهيم السلالية وظهرت لنا مفاهيم كثيرة تعادي القيم الإنسانية النبيلة وتعادي أفكار وأهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتعادي الوحدة الوطنية والقيم الإنسانية.
ويضيف: كما أن التطرف في بلادنا وناتج عن خلل في البنية الثقافية والفكرية ناتج عن قطعية ما بين الثقافة وهؤلاء الشباب عبر مرحلة كبيرة من الزمن فعلى سبيل المثال فبلادنا تعاني من كثير من الاختلالات من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب «الحوثي والحراك والقاعدة» وهذه المشكلات الفكرية والثقافية لا يتم محاربتها إلا بالفكر والثقافة الصحيحة.
ويشير إلى أن الحرب الفكرية التي يجب على الدولة أن تحضر لها وتتبناها لابد أن تقوم على الدراما والإعلام وعلى الأغنية الوطنية وأن تتضمنها المناهج الدراسية وما يتم حاليا اجتثاث الوحدة الوطنية من المنهج الدراسي ومن الإعلام فهناك الإعلام الطائفي والإعلام المتطرف في الفضائيات ومواقع الانترنت.
ويقول طلال: نحن نتساءل ما هو البديل لنا لإيجاد هوية وطنية قائمة على التسامح وحب الآخر فهذا دور الدولة عليها أن تعمل على هذا الجانب ومع بالغ الأسف فإن النظام السياسي في بلادنا على مدى نصف قرن مضى لم يعمل على الهوية الوطنية بطريقة حقيقية فكان يأخذ في الاعتبار الخطوط العريضة والعناوين الكبيرة ولكن ما يندرج تحتها من تفاصيل كانت مهملة ولهذا فليس لدينا هوية وطنية واضحة يمكن أن نعول عليها ولهذا ظل الخلاف موجودا ما بين كافة المفاهيم لتأتي قوى أخرى بمفاهيم متطرفة ناقضت الوطنية اليمنية وناقضت القومية العربية وجاءت لنا بهذه الأفكار التي دمرت العديد من الأقطار العربية ونتمنى أن نتلافى هذه الأخطاء وأن نخوض حربا ثقافية ضد فكر التطرف والمتطرفين.
الفعل الثقافي
أما القاصة انتصار السري فتقول: نحن نؤمن بأن للثقافة الدور الفعال والكبير في تغيير الأفكار وتثقيف الشباب وتوعيتهم فمن خلال الأنشطة والندوات الثقافية وتنشيط الأعمال المسرحية والإبداعية يمكن إظهار الأضرار التي تترتب على التطرف والإرهاب وكشف أفكار من يتبنى هذا الفكر الضال والأخطار المترتبة نتيجة تبني هذه الأفكار فعندما تحدث أي أعمال إرهابية من تفجير أو تخريب فإن المتضرر الأكبر هم عموم المواطنين الذين يحرمون من الأمن والاستقرار ومن العيش الكريم ويحرمون أيضا من الخدمات نتيجة مثل هذه الأفعال ولهذا فلابد للمثقف أن يعي دوره في ت