المبدع والمثقف اليمني وثورة الاتصال الحديثة 2-2

لقاءات/ محمد القعود


أدت ثورة الأتصال وتقنياتها المتلاحقة إلى انفتاح الأبواب والآفاق أمام كل مبدع وأديب ومثقف ليتواصل مع الأخرين ويطلع على التجارب الإبداعية والثقافية في مختلف أرجاء المعمورة دون حواجز أو موانع.
كما أدت إلى استفادة الكثير منهم في تطوير نصوصهم وكتاباتهم وانفتاحها على عوالم جديدة.
ترى إلى أي مدى استفاد المثقف والمبدع اليمني من تقنيات ثورة الاتصال الحديثة في تطوير نصوصهم الإبداعية والثقافية والتواصل مع أقرانه العرب ونشر آرائه وإبداعاته..¿ ذلك ما طرحناه على مجموعة من المبدعين والمثقفيين .
في السطور التالية نتعرف على إجاباتهم وآرائهم المختلفة.

دور فعال
• الروائي عبدالله الإرياني: السؤال أقرب إلى الاستبيانببلكل كاتب تجربته الخاصة في التعامل مع ثورة الاتصال. وفي كل الأحوال فمن البديهي أن تكون لتلك الثورة دورها الفعال والكبير في إثراء إبداعات الكاتب وتواصله مع العالم الخارجي. وتجربتي مع الفيسبوك قصيرة لا تزيد عن ثمانية أشهر وخلال تلك الفترة استطعت تكوين صداقات مع زملاء في الداخل والخارج..والانضمام إلى مجموعتين عربيتين إبداعيتين أنشر في صفحتيهما قصصي القصيرة والقصيرة جدا..وعلى صفحتي أنشر أعمالي القصصية القصيرة وعلى حلقات مسرحياتي ورواياتي. لا شك أن دخولي ذلك العالم المذهل والمدهش قد ساعد على نشر أعمالي عند كثير ممن لم يتابعوا أعمالي المنشورة في الصحف أو على صفحات الكتب بل إن الفيسبوك قد منحني عشرات من الأصدقاء الجدد وكم أكون سعيدا عندما اتلقى طلبات الصداقة ممن لم التق بهم من قبل. أما تعاملي مع البريد الالكتروني فقد بدأ قبل ذلك بكثير حيث مكنني ذلك البريد الساحر من بعث أعمالي إلى الصحف لنشرها وأنا في بيتي بكل سهولة ويسر. لا بد أن يكون المثقف المبدع والأديب قد استفاد من هذه الثورة التي وصلت إلى كل بيت من بيوت المعمورة..شكرا على السؤال البديع.
نشر الإبداع
• الأديب د. عبد الرقيب الشميري: ساعد التقدم العلمي والتكنولوجي وثورة الاتصالات الحديثة المبدع والمثقف اليمني في العديد من المجالات ومنها: 1- نشر الإبداع على الملأ من خلال المدونات والحسابات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك- تويتر- جوجل …الخ). 2- التلاقح الثقافي للمثقف والمبدع اليمني من خلال التواصل مع مشاهير الكتاب والمبدعين في أنحاء العالم المختلفة وتبادل الأفكار والآراء حول مختلف القضايا الفكرية والثقافية. 3- تقييم نتاجاته الفكرية والإبداعية قبل نشرها من خلال عرضها على محكمين لهم خبرة ودراية في نفس المجال أو الموضوع المراد نشره ومن ثم الأخذ بتعديلاتهم وتنقيحاتهم عبر التواصل معهم إما كتابيا عبر الرسائل القصيرة والبريد الالكتروني أو عبر الصوت والصورة من خلال برامج وتطبيقات الشات المختلفة كالواتس اب والاسكايب والتانجو والماسنجر وغيرها. كما يمكنه الحصول على تقديمات ومراجعات لإبداعاته من قبل عمالقة الإبداع في الوطن العربي والعالم إن كانت إبداعاته بلغة أجنبية. 4- إجراء المقابلات الشخصية والاستطلاعات والمناقشات الحوارية مع الأفراد المستهدفين في أي مكان من العالم وتوثيقها بالصوت والصورة دون الحاجة إلى السفر والانتقال إلى أماكن تواجدهم. 5- متابعة مختلف الإصدارات الفكرية والإبداعات العالمية قديمها وحديثها من خلال البحث عن هذه الإصدارات على الشبكة العنكبوتية والقيام بتصفحها أو تحميلها إن أمكن وقراءتها لاحقا مما وفر على المثقف والمبدع اليمني الوقت والجهد والتكلفة في الحصول على هذه الإصدارات كما كان الوضع عليه في السابق. 6- وأخيرا يمكن للمثقف والمبدع اليمني من التسويق لإبداعاته وإصداراته الفكرية والتواصل مع دور النشر المختلفة وهو جالس في مكانه دون الحاجة للسفر إلى أماكن تواجدها ناهيك عن الحصول على مردود مادي مقابل نشر هذه الإبداعات عبر كود شخصي يعطى له ومن خلاله يستطيع متابعة مستحقاته المالية جراء قيام دار النشر التي يتم الاتفاق معها أولا بأول.
تفاعل تكنولوجي
• الشاعر صدام الزيدي:لقد: أفادت ثورة الاتصالات في اليمن –رغم تأخرها ومحدودية انتشار كثير من جزئياتها- المبدع والمثقف –عموما- عبر متاحات الحضور الرقمي والتفاعل التكنولوجي, ولعل السنوات الأخيرة جدا, كانت فاعلة في نقل المبدع في هذا البلد المباغت بقبح السياسة وتشظيات الحالة اليومية للناس بمختلف اهتماماتهم, إلى خضم التواصل الإنساني المفتوح على كل الأصقاع. إلى حد –كبير- ما, أو إلى حد ما, استفاد مثقفو ومبدعو اليمن من منظومة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, في الحقبة الأخيرة, المتنامية –بشكل أوسع- منذ عام 2011 الذي شهد اندلاع الثورة الشبابية والشعبية, غير إن هذه الإفادة التكنولوجية تخللتها موجات من التردي والانكسار ومحاولة مجاراة الآخر من مبدعي المنطقة العربية, ل

قد يعجبك ايضا