ضوء الوجه

محمد المساح


 - كانت تكلمه واقفة.. وهو نظر إلى بنان يديها المتشابكتين تسأله عن أحواله وأحوال الدنيا التقيا صدفة.. عيناها تتفحصان وجهه وهو يتفحص الكلام.. عله
كانت تكلمه واقفة.. وهو نظر إلى بنان يديها المتشابكتين تسأله عن أحواله وأحوال الدنيا التقيا صدفة.. عيناها تتفحصان وجهه وهو يتفحص الكلام.. عله يتوصل إلى تحديد التغيرات.. التي ربما طرأت أم لم تتطرأ على الوجه وجهها المضيء.. منذ زمن غير بعيد حين شاهدها.. آخر مرة بعدها راجع نفسه.. أن فكرة تحديد المتغيرات.. لا صلة له وبالقطع.. عبر الكلام والصوت.. كأنها عرفت بحدسها أن شيئا ما يدور في ذهنه.. فكت تشابك البنان ليديها وأمتدت البنان البيضاء الرقيقة لليد اليمنى المست اللتمة وأنزلتها من أرنبة الأنف.. أضاء وجهها لحظة.. تدفق الوجه ضوءا حليبيا شعر حينها بشعاعات الضوء وقد لامست أطراف القلب بذلك الحنين الممض الذي يخمد في أحشاء القلب وحين يبرق الوجه الجميل.. يثور البركان الخامد من الحنين ولا يدري حينها الإنسان وتلفه تلك المشاعر الداخلية تضطرب وتصطخب.. أمواج البحر البعيد وهي تتتابع وتصطفق.. والبحر بعيد وليس بقريب مسح بعينيه نعومة الوجه الجميل وتشربه على مهل.. ووضعه على رف الذاكرة.. يستعبده في وقت الفقدان.. ظلت في وقفتها والوجه يشع يتلملم ضوءا ويتجمع حضورا مكتفا يدخل القلب يمسح بعضا من الحزن الغامض.. وافترقا أعادت اللثمة وغاب الوجه وعلقت عفوا في الذهن التماعات لابتسامة صامتة في الوجه الذي أضاء وغاب.

قد يعجبك ايضا