بيني وبين صاحبي

محمد المساح


يبكي صاحبي على الزمن القديم ويستبد به الحنين إليه.. أما أنا أو شبيهي بالأصح.. فأبكي هذا الزمان وما بين البكائيين جسر كان هناك وانقطع قلت له: كل يوم يا صاحبي لها شمس وريح.. هذه الحياة.. وطبيعة الدنيا نظر إلي بغرابة الغريق الذي تمد إليه يدك.. فيجذبك إلى القرار.. ويتكزم بالحافة التي كنت جالسا عليها فيسلم من الغرق وتطحست أنت حدق.. في وجهي مليا وقال: أنت تعتقد بالجدل بعد أن سبحت ونجوت من الغرق قلت له: نعم لقد خلقنا الإنسان أكثر جدلا.. وحدق في وجهي ليس بلؤم أو خبث أو حقد.. بتعبير لست أقدر على وصفه تعبيريا.. فابتسم وقال لي: مصيبتكم أنتم المتفائلون أنكم تعتبرون الجدل.. نحو الأمام دوما.. ولا تعرفون أن “سم البريك” حين ينعدم في السيارة أنها ترجع “ريوس” إلى الخلف.. إنكم أدعياء وأغبياء لأنكم لا تقرأون أمثله القرى والرعية.. حيث يقولون: لو جاء الزمن بأحسن لما قامت القيامة.. قلت له: لست أصوليا إلى هذه الدرجة فالأصولية تتشابه عند اليهود والآخرون فهموا الذين يبشرون بالقيامة لمصالحهم ونحن نموت وهم ينتظرون استعجب صاحبي لكلامي الغريب ورفع أصابع يده ليهرس رأسه تقلقلت لسانه تعجوجت.. حاول أن.. فتح فمه وقال: لو كنا نعيش كل الأزمنة لكن ذلك يا صاحبي مستحيل.

قد يعجبك ايضا