الإرهاب.. المؤامرة المفضوحة
فتحي الشرماني

يوما بعد يوم تتكشف الحقائق ويتضح أن الإرهاب لم يعد فقط جماعات مارقة تدعي عداءها للنظام العالمي الجديد وإنما أصبح سلاحا بيد بعض الأنظمة العدائية تزرعه أينما تريد ومتى تريد وللأهداف التي تريد يحفزها إلى ذلك سهولة السيطرة على مجاميع من الحمقى والمغفلين الذين يجري السيطرة على عقولهم بطرق مباشرة أو غير مباشرة ليتم بعدها شحنهم بمفاهيم مغلوطة لا تخدم غير تلك الأنظمة التي لم تعد ترى أمامها من وسيلة للسيطرة على الآخر غير فكرة الإرهاب وتسمينه من أجساد الشعوب ودمائها.
تحدث رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي مؤخرا بحديث يضع كل يمني على حقيقة لعبة الإرهاب التي يجري تصديرها إلى اليمن وإلى غيرها من الدول كلما وجد المطبخ الإرهابي أن هذه الدول تتعافى من هذا المرض الخبيث وتتطهر من رجسه فثمة دولة لم يسمها رئيس الجمهورية في خطابه تطلب على لسان أحد ممثليها أن يسمح اليمنيون بنقل عدد من عناصر الإرهاب إلى اليمن وكأن اليمن وطن عليه أن يقبل بأي شيء مادام فقيرا ويعاني من مشكلات وأزمات تضعف صوته وتجعله دائما تحت السيطرة.
ماذا يعني أن يوجه إلى اليمن مثل هذا الطلب¿ أليس من هو قادر على نقل هذه الجماعات الإرهابية هو في حقيقة الأمر من يحركها وهو من يغذيها¿
ولماذا نقلهم إلى اليمن دون غيرها¿ ألا يعني هذا الاختيار ارتياح صاحب الاختيار لهذا الوجهة لأنه ينجح عليها في تمرير مخططاته الواحد تلو الآخر لاسيما في هذه الآونة التي لم ينقطع فيها سيل عملياتهم الإجرامية سواء باستهداف الشخصيات الأمنية والمدنية أو بتفجير المنشآت ومحاولة اقتحام المواقع العسكرية وارتكاب أبشع المجازر وما جرائم الهجوم على مجمع وزارة الدفاع ومقار القيادات العسكرية وإدارات الأمن عنا ببعيد.
لقد كان لخطاب الرئيس المشار إليه أعلاه أن أعاد إلي صوابي وأنا ألح كما كنت منذ سنوات على ضرورة الحوار مع الجماعات الإرهابية مثلما كانت المحاولات تجري في المراحل الأولى من اشتعال فتنة هذا التنظيم الضال في بلادنا فرئيس الجمهورية أشار إلى أن 70 % من هذه الجماعات أجانب يجري تصديرهم إلينا فكيف يمكن التحاور مع أناس لا يهمهم أن يتدمر هذا البلد¿ وهذا صحيح فالإرهاب اليوم خطر خارجي يخترق الحدود ليستعين ويتقوى بعناصر يمنية وهذا يعني أن الوجوه اليمنية التي تظهر على أنها تقود الإرهاب ليست إلا صورا وواجهات مزيفة لمؤامرات وعصابات أخطر وأوسع هي من تتحكم وتقرر وتأتي بمن تريد للتنفيذ متى تفقد من حولها من المنفذين.
على أية حال مؤسستنا العسكرية تخوض اليوم معركة الوطن مع مؤامرة الإرهاب لإفشاله وإفشال الداعمين له والمتسترين عليه ونحن نعرف أن هذه المعركة تأتي استكمالا لمعارك سابقة خاضها الجيش وحقق فيها انتصارات كبيرة نتذكرها اليوم مع حلول الذكرى الثالثة لاستشهاد اللواء البطل سالم قطن الذي استشهد ووطنه راض عنه لما قدمه في سبيله من تضحيات وانتصارات على هذا العدو الذي استمرأ الغدر بالوطن اليمني وسفك دماء أبنائه.
لابد أن ينتصر اليمنيون على مؤامرة الإرهاب التي أثخنت فيهم الجروح لاسيما في العامين المنصرمين فلا عاصم لنا من هذا الشر المستطير والمؤامرة بعيدة المدى إلا بالتلاحم والاصطفاف إلى جانب قواتنا المسلحة ليتأكد لقوى الشر أن اليمنيين قادرون على إفشال المخططات العدائية وقادرون على النجاة بوطنهم مما يريده له أعداؤه.
Fathi9595@gmail.com