ثلاثية الوطن ومسؤوليات الرئيس
محمد يحيى شنيف
محمد يحيى شنيف –
الثورة اليمنية ( سبتمبر وأكتوبر) ونظامها الجمهوري ..الوحدة الوطنية .. الديمقراطية .. .ثلاثية جماهيرية جسدت إرادة الشعب اليمني للخروج من عاهات مزمنة ودخول واقع جديد ومتجدد ومتغير ..وخلاصة لأهداف الثورة التي أعلنت منذ 52 عاما تحققت على مراحل عمرية لتصبح ثلاثية متزامنة وملزمة الخروج عنها خيانة عظمى.
من هنا .. يجب عدم تحميل الثورة والوحدة والديمقراطية أخطاء وخطايا بشر أو أية انحرافات عن مساراتها حدثت واعترف بها الجميع ..وبعيدا عن حب الذات أو جلدها فهنا وهناك محطات حياتية مشرقة.
وهاهو الحاضر اليوم يشهد تحولا تغييريا لتصحيح وتطوير المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية عبر مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي يجب ترجمتها لواقع معاش..
إن شباب الوطن الذي أحدث بدايات ذلك التغيير باعتباره شبابا تواقا إلى صياغة نظام مستقبلي جديد بآليات عمل فاعلة تقصي الفساد بكل أوجهه جانبا ولا تقصي الكفاءات الإدارية والفنية الوطنية لم يدر بخلده ماحدث من بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية التي سرقت طموحات الشباب وآمالهم باسم الثورة مع أن غالب قياداتها قد شاخت ولم تجدد رؤيتها المواكبة للتغيير حيث لازال توجهها هو المزيد من التصفيات في إطار ثارات سياسية متراكمة ومتخلفة بينما كانت ولا زالت جزءا من الفساد وانتشاره ..
إن الفرصة الكبيرة للتغيير الحقيقي هي مخرجات مؤتمرالحوار الوطني في إطار الدستور الجديد الذي نتمنى أن يلبي متطلبات الدولة المدنية الحديثة ويضع أسس إنشاء الأقاليم وبنيتها التحتية والإدارية بما يضمن نجاحها .. ولاشك أن ماسيتبعها من تشريعات وانتخابات مؤسسية .. الخ . سوف تأخذ وقتها اللازم لسنوات قادمة قد تصل من 4 إلى 10سنوات على أقل تقدير لترسيخ فكرة الدولة الاتحادية بمفهومها الصحيح ..
ومن المصلحة العليا للوطن أن ننظر بتفاؤل للغد دون الالتفات للماضي وصراعاته والعمل على استقلالية القرار السياسي وإشراك الشباب في إدارة وبناء الدولة المؤسسية القادمة وذلك بتأهيلهم من الآن وإفساح المجال لهم – أي الشباب – للعمل قولا وعملا ..لنستدعي القادم المنشود ونعتبر مامضى من صراعات ومصالح انتهازية كادت في نهايتها أن تعصف بالبلاد والعباد في العام 2011م تاريخ ميت .. والتأكيد على القيم الأخلاقية وتأصيل مبادئ الحوار والتسامح .. تلك وغيرها من مسئوليات فخامة الأخ رئيس الجمهورية المناضل عبدربه منصور هادي الذي تحمل مهامه الرئاسية بجدارة وشجاعة في مرحلة حرجة وفارقة تتطلب الاصطفاف الوطني الشعبي بكافة قواه السياسية والاجتماعية للانطلاق نحو المستقبل بدون مزايدات أو مماحكات أو نفاق سياسي خاصة ونحن نواجه العديد من الأخطار الكبيرة أهمها الانفلات الأمني والتسيب الإداري وإثارة الفتن المذهبية والمناطقية والسياسية التي تعكس نفسها على المزيد من التدهور الاقتصادي والخدماتي وبالتالي تزايد ظاهرة العنف وعدم الرضاء في الشارع اليمني الذي ينتابه القلق على الحاضر والمستقبل ..بالإضافة إلى وجود إعلام متشائم ومضلل يعتمد غالبا على الإشاعة ونشرها بين صفوف المواطنين وتمرير قرارات حكومية إقصائية لرجال الدولة دون أية معايير صحيحة..
إن الدولة والحكومة وكافة المؤسسات تحتاج للاستقرار والعمل المتواصل والحد من الفساد وحسم القضايا الوطنية بجدية خدمة للمصالح الوطنية العليا التي لم تعد تحتمل أية سلوكيات انتهازية قد تؤدي إلى الانفجار لا سمح الله ..في الوقت الذي نتمنى أن يكون الانفراج هو الطريق الآمن الذي سيصل بالوطن والمواطن إلى مانتمناه بإذن الله..