(3-3) جرائم التهرب الضريبي

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - 
* بعد أن تناولنا نماذج بسيطة من العقوبات التي طبقت وتطبق على المتهربين الضريبيين في أدغال أفريقيا وهي دول أكثر فقرا وربما تخلفا من حضارتنا معشر اليمنيين لكن قوانينهم

* بعد أن تناولنا نماذج بسيطة من العقوبات التي طبقت وتطبق على المتهربين الضريبيين في أدغال أفريقيا وهي دول أكثر فقرا وربما تخلفا من حضارتنا معشر اليمنيين لكن قوانينهم الضريبية محترمة ومهابة ورادعة ولا مجال فيها للتلاعب بحقوق الشعب.
* واليوم سأحاول استحضار نماذج بسيطة من جرائم التهرب الضريبي التي حدثت في بلدان أوروبية متقدمة وكيف تعاملت قوانين تلك البلدان مع المتهربين الذين ارتكبوا تلك الجرائم.
* قبل أكثر من شهرين تم إحالة إحدى بنات ملك أسبانيا إلى المحكمة بتهمة التهرب الضريبي والجريمة باختصار هي أن زوجها مدير أعمالها قدم إقرارا للضرائب عن دخل الأميرة من أعمالها التجارية التي يديرها وأغفل بعض المبالغ التي حصلت عليها من أنشطة عارضة ليست ضمن النشاط الرئيسي وعند نقلها من السجن مع زوجها لحضور جلسة المحكمة طلبت الوصول بسيارتها حتى لا تتأخر عن موعد بدء الجلسة نظرا لازدحام الشوارع المؤدية للمحكمة بالصحافيين والمصورين الذين يريدون إطلاع الرأي العام على فضيحة الأميرة أولا بأول وقد رفض القاضي إلا أن تصل بسيارة السجن لكنه تراجع بعد أن أكد له مستشاره استحالة وصولها إلى المحكمة في الموعد المحدد ومبلغ التهرب الذي ستدفعه الأميرة حوالي 8 ملايين يورو بالإضافة إلى إضافة غرامات سجنها لمدة قد تصل إلى سبع سنوات هي وزوجها طبعا لم يتدخل الملك والملكة ولا يمكن أن يتجرأ على ذلك لأنها ببساطة جريمة تهرب ضريبي ارتكبت في حق الشعب الأسباني في الأسبوع الماضي كشفت جريمة تهرب ضريبي هزت الوسط الرياضي الألماني والشعب الألماني بأسره بل وعلم فيها العالم كله من خلال نشرات الأخبار هل تعلمون من المجرم هو رئيس نادي بايرن ميونخ الألماني أعرق الأندية الألمانية على الإطلاق واحد أكبر الأندية العالمية هذا الملياردير حقق انجازات للبايرن ولألمانيا غير مسبوقة على المستوى المحلي والأوروبي والعالمي وآخرها بطولة أوروبا للأندية العام المنصرم بعد سحقه لأعتى الأندية العالمية برشلونة 4/صفر و 3/صفر ومع ذلك لم تشفع له تلك الانجازات ووقف خلف القضبان وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف ودفع للخزينة الألمانية أكثر من 43 مليون يورو كضريبة وغرامات قانونية وأصبح الشعب الألماني ينظر إليه كمجرم ولص وبعد خروجه من السجن في عام 2017م لنت يكون له أي وزن في الوسط الاقتصادي والرياضي الألماني وسينظرون إليه بازدراء واحتقار مع العلم أن جريمة تهربه ظهرت نتيجة لخبر نشر في إحدى الصحف عن مبلغ مستثمر في أحد البنوك الأجنبية لم يقدمه ضمن إقراراه للضرائب ومع أنه بادر بالاعتراف وتسديد ما عليه إلا أن ذلك لم يشفع له لأن اعترافه جاء بعد نشر الخبر الصحفي فقط خففت العقوبة من سبع سنوات إلى ثلاث سنوات ونصف إمبراطور الصحافة والإعلام وريئس وزاء إيطالي السابق لا زال يحاكم بتهمة التهرب الضريبي أما في اليمن فالمتهرب الكبير إذا تم اكتشافه فسيغسل بالماء والبرد وينقى من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ويجن المبلغ.

قد يعجبك ايضا