ياسين …. زميلي

عبدالرحمن بجاش


 - يرحل عزيز عليك , كأن يكون زميلا , صديقا , قريبا , فينعث روحك ذكريات حميمة إلى نفسك , فجأة تعيد الشريط إلى الوراء ,الطرق التي مررتم عليها , الأزقة التي تسكعتم فيها , الحوانيت التي مررتم من أمامها , الوجوه التي صادفتموها , المنحنيات

يرحل عزيز عليك , كأن يكون زميلا , صديقا , قريبا , فينعث روحك ذكريات حميمة إلى نفسك , فجأة تعيد الشريط إلى الوراء ,الطرق التي مررتم عليها , الأزقة التي تسكعتم فيها , الحوانيت التي مررتم من أمامها , الوجوه التي صادفتموها , المنحنيات التي طالما عرجتم عليها , الأصحاب الذين مروا بكم ومررتم بهم , المقاهي التي ذهبتم إليها , الكراسي التي جلستم عليها , الناس الذين صادفتموهم , الجدران التي شخبطتم عليها أسماءكم وذكرياتكم , المطاعم التي أكلتم فيها , أنواع الأكل الذي أكلتموه , الخصامات التي مارستموها , الغضب الذي ابديتموه , السياكل التي ركبتم عليها , المدارس التي درستم فيها , زملاءكم , فصولكم , كراس جلستم عليها , وجلس إليها غيركم بعدكم , السبورات التي كتبتم عليها الأحرف الأولى , أول طبشور لامسته أناملكم فكتبتم به أول الكلمات , المدرسين الذين مروا عليكم , العصي التي تكسرت على ظهوركم أو على أصابع أياديكم عقابا , الأنشودة الأولى , الأغنية الأولى , الرسمية الأولى , مدير المدرسة الذي ترك في نفوسكم أثره , الخطوات التي سمعتوها آتية إلى الفصول فخفتم منها , فهربتم وجلين من المدرس الذي اشتهر بالضرب ……رحل ياسين القرشي فعاد بي إلى مرابع البدايات حيث ألهمتنا اللحظة الأولى مدرسة الثورة ( الاحمدية ) التي سحقها حاقد لم يرتبط بالمكان ولا ارتبط بذكريات حميمة إلى النفس , ولم يع يوما ماذا تعني الذكريات الأولى!! , كان قلبه وعقله قاسيين إلى درجة أن نظر إلى الحجر فقال انه حجر أصم مثله , لم يكن يعلم أن الأحجار تنطق عندما تكون حاملة لذكريات حميمة للإنسان , فما بالك بالذكريات الأولى الممهدة للحياة الأطول , برحيل زميل المدرسة ياسين القرشي , عدت إلى حافة إسحاق بتعز , إلى شاهي العصملي الذي شربناه معا , إلى الأصحاب مفيد وعبد الله حزام والشعراني , والذكي جدا احمد الابي , والسماوي , والحبشي محمد مهيوب , وغازي المفلحي , وصالح , وعقيل , وعبد الحليم الحريبي الذي لا زلت ابحث عنه , وصادق العديني , وعلي الزعيم , ومحمد عبد القوي , عبد الرقيب , وشارع سبتمبر , ومقهاية الابي , ومخبز التيسير , وباب الكبير , وسينما بلقيس , ونادي الطليعه , ودكان عبد الله عبد اللطيف , والأستاذ ناجي , وجابر يضرب أيدينا بعصاه , وزبيبه يهتف بنا صباحا , والأستاذ احمد الخزان ينادي علينا , والمقطري يلقي كلمة الصباح , وذياب, ومحمد عبد الرب, وصادق , والجهمي , واحمد سلام نعمان يدرب الفتوة في ساحة ناصر , مرددا معهم ( بسم هذا التراب , والفيافي الرحاب , والجبال الصعاب , سوف نثأر يا أخي )و في صباحاتها نردد مع الحسيني ( لنا الغد الموحد , لنا الصباح الأسعد ,بشراك آن الموعد, يا أمتي لنا الغد) , ونحن طالعين نازلين إلى الكويت الإعدادية, والشعب , وأماكن طالما مررنا عليها , وجوه غابت فظللنا نسير إلى أين¿ لا ندري !! ذكريات حميمة إلى النفس فجرها رحيل الزميل الهادئ البشوش ياسين القرشي رحمه الله …ويا بداية البداية أرسلي سلامك وهدوء الروح والبال إلى القرشي الذي شربنا معا ذات يوم في مقهى الشباب أول شاهي ( دبل نص ) , كانت هنا ك سينما قصر سبأ تنقل العالم إلى نفوسنا المشرئبة بالحلم الذي هوى في تعرجات الحياة اللاحقة …….ويا يا سين زميلي سلام الله يستقر في روحك والسلام .

قد يعجبك ايضا