أهم معاقل الصوفية وموطن العالم الصوفي الكبير أحمد بن علوان
إعداد/محمد محمد العرشي

المقدمة:
أخي القارئ الكريم .. يسرني أن أتحف القارئ الكريم بمقالي هذا على صحيفة الثورة الغراء عن جبل حبشي المسمى جبل ذخöر وعن نجم من نجوم اليمن وعالم من علمائها وأوليائها الصوفي الكبير على مستوى اليمن والعالم أحمد بن علوان(المولود بعد عام 600هـ تقريبا والمتوفي في يفرس عام 665هـ) الذي أجمع اليمنيون في جنوب وشمال وشرق وغرب اليمن على أنه كان المصلح الاجتماعي الكريم الذي تخلى عن شهواته وأطماعه وطبقته إلى الطبقة الفقيرة المسحوقة وقد أجمع علماء التاريخ في بلادنا أنه كان أتقى وأفضل وأشرف من ملوك الدولة الرسولية الذي كان أبوه أحد وزرائهاوالذي كان ملوك الدولة الرسولية يحترمونه ويجلونه وقد ازدانت الدولة الرسولية وافتخرت به وساد العدل الاجتماعي في اليمن ببركاته ومن رسائله التي ذكرت في كتابه الفتوح رسالته البليغة الشعرية إلى الملك المنصور عمر بن علي بن رسول بالحكم الذي تولى اليمن عام 630هـ والتي وردت في كتاب “الفتوح الفائق الحاوي للمعاني الرقائق والإشارات الدقائق” للعارف بالله الشيخ أحمد بن علوان تحقيق المحقق والصوفي الكبير الأستاذ عبدالعزيز سلطان طاهر المنصوب – أطال الله عمره – والذي قدمه أديب وشاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح وقدم هذه الرسالة الشعرية بقوله: “وقد كتب الشيخ الجليل بعض القصائد الوعظية ذات الطابع الثوري والتي قد يظنها بعض القاصرين أو المتسرعين من القراء أنها قصائد مدحية وهي ليست كذلك كالقصيدة النونية التي بعث بها إلى الملك عمر بن علي رسول وتحدث فيها عن مصائر الملوك التي لا تختلف عن مصائر كل البشر كما تحدث فيها عن المجاعة التي نزلت بمنطقة تهامة وعن الدور الذي ينبغي أن يقوم به الملك لانقاذ رعاياه في كل اليمن من صنعاء إلى عدن مما يعانونه من البؤس والحرمان وقد ختم ابن علوان رسالته الشعرية بقوله:
فانظر إليهم فعين الله ناظرة
هم الأمانة والسلطان مؤتمن
عار عليك عمارات مشيدة
وللرعية دور كلها دمن
لا تفرحن بجمع المال كيف أتى
حاشا وعقلك عقل راجح رصن
ترى الألوف ولا تستفت جامعها
أنى أتت وبأي الحكم تختزن
فكلما زاد فاعلم أنه عنف
على الرعية أو ظلم به فتن
هذي عبارة خبر لا على خبر
وقصد شاهداها الهم والحزن
لا يستوي ملك تلهيه مملكة
وذو ضرائر لا ينتابه الوسن
أنا وأنت لمن قد نالها خلق
بالبأس تظعن عنها مثلما ظعنوا
لا تركنن إليها إنها سخرت
من الذين إليها قبل قد ركنوا
ومن خلال تمعنك أخي القارئ الكريم في هذه الأبيات ستجد أنها تطابق أحداث عصرنا الحالي وما يتنعم به الزعماء والمشائخ والأغنياء على حساب الفقراء والقصيدة تخاطب ضمير السلطة ممثلة بالملك المنصور عمر بن علي بن رسول بأن ملكه وسائر سلاطين ومشائخ وزعماء اليمن كلهم إلى زوال ويطالب الملك بالعدل الاجتماعي بين الرعية.. والذي نحن في أمس الحاجة إليه.
مديرية جبل حبشي
تقع مديرية جبل حبشي في محافظة تعز وتبعد عنها بحوالي 40كم. يحدها من الشمال مديريتا: التعزية ومقبنة ومن الجنوب مديرية المعافر ومن الشرق مديريات: صبر الموادم المسراخ المعافر ومن الغرب مديرية مقبنة.وتبلغ مساحة المديرية 309كم2 ومركزها مدينة يفرس تضم المديرية 105قرى تشكل بمجموعها 13 عزلة هي: البريهة بلاد الوافي بني بكاري بني عيسى الحبل الحقل الشراجة عدينة القحاف المراتبة نمرة وادي بني خولان يفرس. وقد بلغ عدد سكان المديرية (119221)نسمة حسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م.
جبل ذخöر(حبشي)
ذخöر: وردت في قواميس اللغة العربية بمعنى : ذخر الشيء يذúخره: يختاره وقيل اتخذه وذخر لنفسه حديثا حسنا: أبقاهوفي الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن التضحية: كلوا واذخöروا…الخ..
وذخر بفتح الذال وكسر الخاء المعجمتين وآخره راء ساكنة جبل مشهور في الحجرية غربي تعز بمسافة 35كم يعرف اليوم بجبل حبشي. قيل له (ذöخر الله) لخيراته وتعدد وتنوع مزروعاتهوكثرة ينابيع المياه فيه. وهو مقابل لجبل صبر من الغرب وفيه قلاع وحصون أثرية منها حصن عزان والتالبة وشرياف وكلها خراب.
ويشكل الجبل في عمله الإداري مديرية من محافظة تعز تشتمل على عدد من القرى والأودية الخصبة وجميعها مناطق خصبة غنية بالزروع وأعظم مزروعاتهاالبن والتمر والموز وسائر الحبوب والخضروات وكذا القات. ومعظم سكان جبل حبشي من حöمúير وبعضهم من السكاسك والأشاعرة والبعض نقائل من خولان العالية وغيرها.
وقد ذكر “الهمداني” في كتابه “صفة جزيرة العرب” أن ذخöرú كانت ضمن الحصون والقلاع التي سيطر عليها “بنو الكرندي” وهم قوم من حميروذكر بعض الأودية ال