يا ليل الصب متى..
محمد المساح
غريب أمر هذا الكائن العجيب «الذي يسمونه الإنسان» اصطفاه الخالق من بين كل الكائنات ليونسن الدنيا والحياة كلما تطور هذا الكائن في الحقب الزمنية المتتابعة وهو يسعى ليطور أوضاعه البشرية إلى الأفضل كلما طور في المقابل أوضاعه السلبية في الدرجة والكيف مع ما كان وما يريد من تطوير أوضاعه الإيجابية قد يكون غريبا هذا الكائن بالفعل أو تلك طبيعته البشرية التي لن يستطيع منها فكاكا..
وذلك هو الحال.. يظل ابن آدم منذ الخليقة حتى الآن هو قابيل وهابيل.. أبناء آدم وحواء لا فرق الآن ولا الأمس ولا الغد.
ابن آدم ينسخ نفسه بنفس المواصفات الأولى ولا جديد.. التكنولوجيا غزو الفضاء الكمبيوتر الانترنت كل تلك الأشياء لا تخرج عن المستوى الإنساني أبدا تحمل في الإلكترون في الذبذبات في الموجات الكهرومغناطيسية طبيعة وروح البشر الذين يستخدمونها لا جديد.
هي الحروب على الطريقة.. التحكم عن بعد.. ما زال الإنسان.. هو ابن آدم الذي عرفته مجتمعات الإنسان الأول دماء تسفك وضعفاء يموتون وفقراء لا يجدون اللقمة.. وآخرون في القمة.
إنها الحياة يا صاحبي.. أليس كذلك حتى لو فرضنا وانتقل البشر إلى القمر وإلى الكواكب الأخرى المجهولة وسكنوها.. فلن يتحولوا إلى ملائكة أبدا ولن يحدث ذلك قط.. ليس هناك جديد ابن الإنسان وحفيد حفيده هو ذلك الوجه القبيح وجه القاتل وهو يقتل ضحيته بالريموت كنترول.. أو يقتله بالفأس والحجرة.. هو القتل البشري مهما تنوعت أساليبه هو التدمير البشري بتجلياته المتعددة عبر كل الأزمان.. وكلما قالوا وصل الإنسان إلى السوبرمان ما فوق البشري زاد العذاب البشري وتفنن القاتل بقتل ضحيته بالكرسي الكهربائي إلى آخر جرعة في الموت المريح القتل بـ»الذبذبات».. آخر ما توصل إليه العقل البشري هذا الوضع البائس.. حتى يصل الإنسان إلى نهاية الكون الذي يتمدد أو ينكمش..
ابن آدم.. هو هو ابن قابيل وهابيل.. وكلما أمل الإنسان الطيب أن غدا يتحسن الوضع البشري وسندخل الجنة المرتقبة توسعت أبواب الجحيم أكثر وزاد الجوع.. وتوسع الألم البشري وتظل تلك الحفنة تلعب في المصير البشري كما تريد يبيع يهوذا المسيح مقابل ثلاثين قطعة من الفضة ويظل أبو جهل هناك أيضا معه وعلى نفس الدرب.. يموت الطيبون.. ويا ليل الصب متى غده.