أن تختطف قاضيا !!!

عبد الرحمن بجاش

 - هل علي أن أعيد ما قاله تشرشل فقد قيل له : الفساد يضرب بريطانيا , قالها جملتين مدويتين صداهما يجلجل في أنحاء الكون إلى اللحظة - وهل وصل إلى القضاء

هل علي أن أعيد ما قاله تشرشل فقد قيل له : الفساد يضرب بريطانيا , قالها جملتين مدويتين صداهما يجلجل في أنحاء الكون إلى اللحظة – وهل وصل إلى القضاء ¿¿ – لا لم يصل , – لا تخافوا على بريطانيا فهي بخير , قيل بالتوازي أن ديجول سأل مستفسرا : وهل وصل إلى الجامعة ¿¿ فلما قيل له لا , قالها – فرنسا بخير , نحن لأننا زعامات بحجم تلك الهامات ولم نخض حروبا عظيمه كما خاضت أوروبا وخرجت منها لتعيد صناعة الحياة من جديد , سيقول أيا كان إلى أين قد وصل ¿¿ سنرد كلنا : الفاسدون والمفسدون والظالمون والمظلومون : إلى الحلقوم!! , وأجمل ما في الأمر الأخبار التي تنشر تباعا أن فلانا سلم إقرار ذمته المالية ولا تدري أي ذمة من الذمم !! انظر مرة أخرى فالرجلان حين أشارا إلى القضاء والجامعة فالأول صمام الحياة وحصنها والثانية بوابة المستقبل , وان يصل الفساد إليهما فيعني أن لا حياة ولا مستقبل . في هذه البلاد يوجد قضاة كبار ولا يوجد قضاء عظيم !! والسبب أن لا احد أسس لشيء لا دولة الإعجاز والانجاز ولا ناضلت النخب الله لا سامحها في سبيل الصرحين اللذين يفترض أنهما بعد خمسين عاما يكونان عظيمين , وبدلا من أن يتوجه النظر إلى الجامعة ودار القضاء إذا بأنظارنا على طريقة صاحبي المرحوم قاسم المداح تتجه إلى الضرائب والجمارك والواجبات!! . وبسبب هذه الأخيرة فقد صغرت الدولة إلى درجة تحولها إلى جهاز جباية !! , الآن والى اللحظة لا يزال القضاء يتعثر وثالثة الأثافي أننا انحدرنا في كل شيء قيما حتى وصل بنا الحال إلى اختطاف أحد القضاة ¿¿ , لن أقو ل إن مالطا أو بيت بوس ستخربان , فنحن قد تعودنا على كل شيء من تسيير الحركة المرورية ذاتيا , إلى درجة التبلد إحساسا بالدولة, فصرت إذا سألت : كيف تسير الأمور ¿¿ يقول لك أدنى جالس في مقيل قات ( على البركة) وخذوها مني يمين إذا قرر الوزراء ورئيسهم الاستقالة فجأة فستظل الأمور سائرة !! كيف ¿¿ لا تدري !! لكن ما حدث للقاضي السروري تطور غير محمود فقد تعودنا أن قيم الناس المجتمعية تردعهم عن ارتكاب العيب , وهنا تعريفاته كثيرة, لكن أن يختطف قاضيا في وضح النهار فيعني أن قيمنا انحدرت إلى منتصف الهاوية!!, فالقاضي ظل مهابا بما توارثه الناس من العهد المباد حيث حكي لنا أهلنا أن الحجرية كانت تقوم مرة واحدة إذا مر القاضي حسين الجنداري ببغلته قريبا من أي قرية وكان نزيها إلى درجة انه يسكن أعماق أهلنا إلى اليوم, وخذ عبد الملك الوزير قاضيا ثانيا يشير الناس إليه في التربة وكانت مركز قضاء الحجرية بالاحترام إلى اللحظة!! الآن بعد هذا الاختطاف فسترون أن كل صاحب مشكلة مهما صغرت فيذهب ويأخذ القاضي من أذنه ( هيا قدامي ) ويجبره على أن يوقع هو وكاتبه على ورق بياض فيكتب المواطن ما يريد !!! , اقسم بالله أنها نعمة ما بعدها نعمة حين ترى كل صاحب مشكلة وقد ربط قاضيها وراءه بحبل , فإذا صادفه احدهم – وهذا من هو¿¿ يجيب بكل فخر – هذا القاضي أروحه البيت يوقع !! , بكل الألم أقولها : سحقا لنا جميعا ونحن نرى كل معالم الدولة مهما كانت واهية وهي تضمحل ولا نعير الأمر التفاتا , كما هي جامعة صنعاء تحولت إلى مجرد أي شيء إلا أن تكون جامعة, ليس لأن الشرجبي أوصلها إلى ما هي عليه , بل غياب الغيرة من قبل الناس جميعا عليها , أيها السادة: بغياب الجامعة واختطاف القاضي …. قل على الدنيا السلام !!!!!!!

قد يعجبك ايضا