الجنود الضحايا .. أليسوا من أبناء جلدتنا ¿!!

محمد العزيزي


 - * كالعادة بيانات نعي و تنديد و مراسم دفن .. و كفى .. بينما الإرهاب يفتك بالعسكر و يحصد أرواحهم يوميا و المجرم متخف لا أحد يعرفه و تنتهي المشكلة بالدفن .. ما الذ
محمد العزيزي –

* كالعادة بيانات نعي و تنديد و مراسم دفن .. و كفى .. بينما الإرهاب يفتك بالعسكر و يحصد أرواحهم يوميا و المجرم متخف لا أحد يعرفه و تنتهي المشكلة بالدفن .. ما الذي جرى و ما الذي حدث لا تجد من يفيدك فالله المستعان على ما يفعلون .
* أليسوا هؤلاء الجنود الأبرار مواطنون يمنيون هم إخوتنا و أبناؤنا و من أوكلتهم الدولة حمايتنا ليسهروا لأجل راحتنا و أمن و استقرار الوطن .. لماذا دماؤهم رخيصة إلى هذا الحد ¿!
* إن استشهاد 20 جنديا من أبناء القوات الخاصة في عمل إجرامي كهذا يجب أن يهز أركان الدولة و مفاصلها و كل مواطن شريف .. و يحتم على الحكومة إعلان حالة الاستنفار القصوى و الحداد و تنكيس الأعلام و نكز ضمير القوى الحية لمواجهة الإرهاب .. و تصرف مبالغ مالية و تعويض أسر الجنود إكراما و اعترافا بأدوارهم البطولية و لما قدموه لأجل الوطن .
* هذه المجزرة البشرية بصراحة تقودنا إلى طرح سؤال مفاده .. أين منظمات المجتمع المدني و الأحزاب و القوى الوطنية الذين شغلونا شعارات و نكدوا عيشتنا و أصموا آذاننا و هم ينشدون ويعزفون سيمفونية الدولة المدنية التي من سماتها النظام و القانون .. و حقوق الإنسان و غيرها من الشعارات .. أين هم اليوم و هم يشاهدون أبناءهم وهم يذبحون و يقتلون في كل مكان .. هم من يتحملون حماية الوطن و وأبنائة و ينفذون و يطبقون القانون الذي تنشده تلك المنظمات المجتمعية .
* لماذا لا ينتفضون هؤلاء ( المجتمع المدني ) من مراقدهم و حوانيتهم للمطالبة بحقوق و بقتلة هؤلاء الجند .. أم أنهم ليسوا من بني البشر أم لأنهم ليسوا حزبيون و لا فوائد و عوائد يمكن أن تتحقق من وراء الوقوف معهم ..و إلا لماذا لم تقم الدنيا و لم تقعد لاستشهاد 20 جنديا و من قبلهم المئات سفكت دماؤهم غدرا و عدوانا دون وقفة احتجاجية يصل هدير و بحات أصوات المحتجين إلى عنان السماء ¿! .. الجميع يسأل من وراء هذه الجرائم الشنعاء و أي دين أو عرف قبلي أو إنساني يشرعن القتل و سفك الدماء ¿ .. و أين الجناة ¿ لماذا لا يلاحقون يقتص منهم ومن يقف وراءهم ¿
* دول العالم إذا ما تعرضت لمثل هذه الجرائم بل إذا قتل أو اختفى جندي من قواتها جعلت الدنيا ” محلقة ” و ترى رئيس الدولة و الحكومة و الشعب في حالة غضب و استنفار لا يوصف و لا يهدأ لهم بال إلا بعد تحقيق المراد .. و لا ننسى هنا قصة أو حادثة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أشغلت إسرائيل به العالم و استردته بمفرده مقابل الإفراج عن مئات الفلسطنين .. أم أن المبرر أن لا نتشبه باليهود لأن البعض قد يقول ذلك دون خجل من نفسه .
* أإلى هذا الحد وصل بنا الاستهتار و التهاون بأرواح هؤلاء الشرفاء من أبطال القوات المسلحة و الأمن الذين لا ناقة لهم _في كل ما يدور من صراع و مزايدات و انتقامات _ و لا جمل .
* إن من المفارقات العجيبة في زمننا هذا أن منظمات المجتمع المدني و حقوق الإنسان و الساسة و قوى التحالف و الاختلاف تتعاضد فيما بينها إذا سقط من أتباعهم شخص قتيل يقيموا الدنيا و لا يقعدوها و يحملوا الحكومة و القيادة السياسية و قوات الأمن مسؤولية دماء صاحبهم ” و هؤلاء الجند ليسوا من أصحابهم ” .. و تنظم لأجل ذلك المواطن صاحبهم الفعاليات و المظاهرات و الوقفات الاحتجاجية لأشهر دون انقطاع .. أما أن هؤلاء الجنود المظلومين في عيشهم و عملهم رخيصون دما و مكانة من وجهة نظرهم طبعا .
* إنني في ختام هذا الموضوع أدعو الدولة و المجتمع المدني و منظماته و الأحزاب و الشعب على رأس الجميع الوقوف إلى جانب أبناء المؤسسة العسكرية و الأمنية التي آلة الإرهاب و الإجرام تطال أبناءها .. و المطالبة بقتلة كل شهداء هذه المؤسسة و مطاردتهم من قبل الجهات المختصة و تقديمهم للمحاكمة العادلة حتى يشعر هؤلاء الشرفاء من منتسبي القوات المسلحة و الأمن أنهم يحظون بالاحترام و بمكانه رفيعة من الشعب و الحكومة نظير ما يقدمونه من تضحيات فداء للوطن و الشعب .. و هي أيضا دعوة لوزيري الدفاع و الداخلية أن يكرما أسر الشهداء ماديا و معنويا و تسهل لأسرهم و عائلاتهم استلام مستحقاتهم من رواتب و معونات غذائية ” إعاشة” أكانت شهرية أو سنوية و أن تصرف من قبل لجان مشهود لها بالنزاهة و الشرف لتعكس لدى الناس و أسر الشهداء مستوى مكانة أبنائهم شهداء الواجب لدى الدولة و الشعب .. فهل ستلقى الدعوة آذانا تسمع و قلوبا تخشع نتمنى ذلك ¿!! .

قد يعجبك ايضا