وطن عربي غير مستقر

يحيى محمد العلفي

 - 
* .. في هذه الظروف الحرجة والأوضاع المتردية التي يشهدها وطننا العربي الكبير منذ اندلاع مايسمى بثورة الربيع العربي قبل أكثر من ثلاثة أعوام لم نسمع أو نرى في حياتنا العامة م

* .. في هذه الظروف الحرجة والأوضاع المتردية التي يشهدها وطننا العربي الكبير منذ اندلاع مايسمى بثورة الربيع العربي قبل أكثر من ثلاثة أعوام لم نسمع أو نرى في حياتنا العامة ما يسر الخاطر أو يبشر ببارقة أمل للسير نحو الأفضل والتوجه صوب منطلقات التغيير الذي تنشده جماهير هذه الأمة التي نتغنى بأمجادها وتاريخها العريق..
وفيما عدا القتل والدمار والاختلافات المتفاقمة والاختلالات العميقة فإن مجمل ما تحمله الأحداث والمتغيرات على مستوى الساحة العربية كافة لا تنبئ بانفراج هذه الأزمات التي ظهرت فجأة ودون سابق إنذار .. كما أن انبلاج عصر جديد في حياة الوطن العربي بات من فرضيات المستحيلات خاصة إذا ما أدركنا بأن التغيير الذي كان شماعة تسلسل الأحداث وبلوغها إلى ما آلت إليه الأوضاع لم يعد هو سمة الطامحين إليه منذ البداية بقدر ما أصبحت الصراعات والمناكفات والقتال بين سلطات ومعارضات هي محطة التغيير في الشعوب والأوطان.
حتى أننا اليوم في أرجاء الوطن العربي الكبير من محيطه إلى خليجه لم نعد نسمع عن التغيير سوى منغصات الأحداث ومجريات التردي والخوف والقلق من معضلات الراهن المزعج ومن تحديات المستقبل الرهيب المجهول.
فالإرهاب والخراب والدمار والاغتيالات والتفجير والسيارات المفخخة أبحت موضة شعوبنا العربي صاحبة تغيير الربيع .. إذ لم يمر يوم دون أن نسمع ونرى عن اغتيالات لشخصيات ولأشخاص من أبناء الشعب –سياسيين أو عسكريين- ومواطنين عاديين –كما أن الهجمات الغادرة تطال منشآت حيوية تضر بمصالح الأمة والمجتمع وتصيب الاقتصاد الوطني والقومي بالشلل والانهيار وتدفع بالمزيد من الفقر والبطالة وتخلق في النفوس الذعر والهلع واللجوء إلى مواجهة العنف بالعنف والجريمة بما هو أشد منها..
عندئذ أضحى الأمن والاستقرار غير مستحب في أرجاء واسعة من وطننا العربي ويبقى البحث عن حياة آمنة مستقرة الشغل الشاغل لمن هم في سدة الحكم والسلطة ومن هم في المعارضة وتشيع ظاهرة تبادل الاتهامات وتحمل مسئولية كل ما يجري على هذا الطرف أو ذلك .. حتى أن الصدق بات غير موثوق به لدى عامة جماهير الشعوب وصار واقع الحال وما تنبئ به الأحداث من أفعال وأقوال هو المصدر الذي يتداوله الشارع المحلي -في كل شعب من شعوب الربيع العربي- والناس هنا وهناك يتضرعون إلى الله العظيم أن يقيم وبلادهم شر المحن والفتن ما ظهر منها وما بكن ويدعون ولاة أمورهم وحكامهم إلى تدارك المخاطر والتحديات التي تحيط بهم وأن يهديهم المولى ويلهمهم إلى إيجاد طرائق آمنة تعيد الثقة والسلام إلى ربوع الأقطار التي تشهد مثل هذه المخاضات.
اليوم ونحن نعيش ونشهد نتائج ومعضلات هذا التحول المرير والانحسار والتراجع والسير نحو المصير الغامض والمجهول المخيف لايسعنا إلا أن نشيد ببعض الشجاعات العربية التي ترفض الوصايات والإملاءات الخارجية التي تسعى فرض هيمتها وبسط نفوذها على هذه الأمة وعلى مقدراتها ومصالحها الخارجية التي تسعى فرض هيمنتها وبسط نفوذها على هذه الأمة وعلى مقدراتها ومصالحها بغية السيطرة على ثرواتها وخيراتها وتسخير الإنسان العربي ليكون عبدا طيعا ينفذ ما يملي عليه –حتى يظل وطننا العربي في سلم الركب الأخير من قطار القرن الواحد والعشرين وتبقى أوضاعنا وأحوالنا في حضيض التخلف والانحدار ونبقى محتاجين للآخرين مستهلكين لكل ماينتجونه أو يصنعونه .. ويظل وطننا العربي غير آمن وغير مستقر.

قد يعجبك ايضا