العلم الوطني كرمز لوجود الدولة وهيبتها
د\ عبد الله علي الفضلي

د\ عبد الله علي الفضلي –
يعد العلم الوطني لأية دولة أو كيان أو إقليم أو ولاية أو مقاطعة رمزا وطنيا غاليا فهو يمثل الدولة وهيبتها واحترامها ووجودها وليس مجرد قطعة قماش ذات ألوان متعددة يتم رفعها على الساريات أو على أسطح المباني وهيئات ومؤسسات ومصالح الدولة , فالعلم يمثل سيادة الدولة وسيطرتها على كل المناطق والحدود التي تفصلها عن غيرها من الدول فرفع العلم الوطني في الحدود المشتركة مع الدول الأخرى يعني سيادة الدولة على تلك الحدود وتدل على عدم الاقتراب منها أو اختراقها .
لأن العلم الوطني يمثل قيمة حضارية وثقافية وهوية الدولة فمن خلال الإعلام المرفوعة في أي مكان في العالم يدل على أسم الدولة فكثيرا من الأحيان قد لا نعرف أسماء الدول المشاركة في أي مؤتمر أو تجمع رياضي عالمي إلا من خلال العلم الوطني المرفوع فهو ما يميز الوفود المشاركة ويفصح عن هوية الوفد المشارك .
وعلى سبيل المثال فقد عقد مؤتمر للأمن والسلام في الشرق الأوسط في إحدى الدول الأوروبية وقد دعيت لحضور هذا المؤتمر بعض الدول العربية المعنية بالأمر وقد فوجئت الوفود العربية بوجود الوفد الصهيوني وهو يشارك في ذلك المؤتمر من خلال علم الكيان الصهيوني مما أدى إلى انسحاب الوفود العربية من قاعة المؤتمر احتجاجا على مشاركة إسرائيل في هذا المؤتمر دون علمهم ولو لم يكن العلم الإسرائيلي مرفوعا لما عرفت الوفود العربية بوجود الوفد الإسرائيلي في مقر المؤتمر .
وهكذا يمثل العلم الوطني رمزا حضاريا وسياسا وسياديا وثقافيا بارزا في معظم دول العالم , وفي كثير من الأحيان لا نعرف أسم الدولة إلا من خلال أعلامها خاصة في اللقاءات والمحافل الدولية وبالتالي لا تنكس الأعلام إلا لشيء جلل وعظيم وحزن شديد لحادث مؤلم تعرضت له إحدى الدول.
فالعلم الوطني والنشيد الوطني وجهان لدولة واحدة حيث يمثل النشيد الوطني للدول سمة هامة وقيمة حضارية راقية وله احترامه ووقاره وهيبته وتقف له الملايين عند سماعه فهو يمثل رمزا سياسا وعنوانا عظيما وهو من أبرز وأهم الإجراءات البروتكولية التي تعزفه لكبار الضيوف الزائرة من الدول الأخرى ويتم تداول النشيد الوطني بين دول العالم لتلحينه وحفظه وعزفه عند استقبال كبار الزائرين .
فكل دول العالم تقدس أعلامها ونشيدها الوطني ولا تتهاون الدول في اتخاذ كافة الإجراءات العقابية والمحاكمة لمن يحاول الإساءة إلى هذين الرمزيين الوطنيين اللذان يمثلان مكانة وسيادة وهيبة ووجود الدولة , حيث يعد العلم والنشيد الوطني سفيرين دائمين في دول العالم ومهما تغير السفراء وتبدلوا فإن النشيد والعلم لا يتغيران إلا في حالة واحدة فقط وهي تغير نظام الحكم أوتغير العلم والنشيد الوطني.وخلاصة القول فإن دول العالم قاطبة تتعامل مع أعلامها الوطنية ونشيدها الوطني بنوع من الإكبار والاحترام والتوقير والترفع عن الإساءة إليهما مهما كان نظام الحكم القائم قاسيا أو ضعيفا.
فعند احتدام المعارك بين الجيوش المتحاربة ترفع الأعلام في تلك المعارك ورفعها باستمرار يدل على النصر الذي حققه الجيش المنتصر واختفاء الأعلام من أرض المعركة معناه الهزيمة التي لحقت بالجيش الآخر.
أما في بلادنا اليمن يمن الحكمة والإيمان يمن الحضارة والتاريخ فإننا قد تعاملنا مع العلم الوطني والنشيد الوطني تعاملا قاسيا ومجحفا وأسأنا إليهما إساءة بالغة وجسيمة وكل من يكره الدولة أو يكره نظام الحكم أو يكره رئيس الدولة فأول ما يقوم به هو الإساءة إلى العلم والنشيد الوطني واستبدالهما بأعلام وأناشيد شطرية ممقوتة قد تجاوزها الزمن كما يتم محاربة النشيد الوطني في المدارس ومنعه أو عزفه في أية مناسبة في بعض المناطق في اليمن الواحد الموحد ولم يعد للدولة رمز أو هيبة أو كرامة أو وجود في تلك المناطق وقد تعاملوا مع هذين الرمزين بنوع من الاستهزاء والتحقير والحقد والبغضاء وكأن العلم الوطني والنشيد الوطني عند هؤلاء عبارة عن شر مستطير ودخيل على ثقافتهم ومفروض عليهم بقوة السلاح . فمن يفرط بأحدهما فكأنما يفرط بالوطن وهويته وثقافته وحضارته وتراثه ووحدته الكبرى وهذا التفريط يعد في دول العالم خيانة عظمى وقد لاحظنا في الأسابيع القليلة الماضية أن بعض ما يسمى بالأقاليم قد صنعت لها أعلاما خاصة بها وكأنها قد باتت مستقلة عن الحكومة الحالية التي لا زالت المسيطرة على كل المحافظات وهذا شيء مؤسف ومؤلم .
فمتى سنتعلم احترام إعلامنا ونشيدنا الوطني الوحدوي الكبير¿
تعقيب وتزكية على يوميات الدكتور المقالح
للدكتور عبد العز
