لنمضö إلى الأمام بدون أوهام
احمد الزبيري

مقال
الاستخلاص الأهم الذي يمكن الخروج مما مر بنا خلال عامين من بدء التسوية السياسية لتنفيذ المبادرة الخليجية هو أننا حققنا نجاحات كبيرة مقارنة بما كانت عليه الأوضاع قبل الانتقال إليها.. فالتحديات والمخاطر التي أفرزتها الأحداث التي معطياتها جعلت الكثيرين يجدون صعوبة في تصور إمكانية تجاوزها على النحو الذي يتجلى في نتائج مؤتمر الحوار الوطني مع إدراكنا وبكل تأكيد لم تكن دروب هذا المسار سهلة فقد واجه اليمن واليمنيون في هذه الفترة الزمنية أعمالا كثيرة هدفت إلى إعاقة حركة السير نحو التغيير عبرت عنها ونعني هنا الأنشطة التخريبية للمنشآت الاقتصادية والخدمية الحيوية والعمليات الإرهابية التي لا يمكن فصلها عن بعض الأجندة السياسية والذي اتخذ مظهرا أكثر وضوحا في الخطاب الإعلامي الذي لم يكتف بالمبالغة والتهويل بل صار أحيانا يعتمد على الفبركة ونشر الشائعات وتسويق الأكاذيب بغرض إرباك المشهد الايجابي للعملية السياسية التي برغم كل هذا مضت إلى الأمام ونجح التوافق وخرج المتحاورون بموجهات ومحددات للكيفية التي سيكون عليها اليمن الجديد.
طبعا كل ما مررنا به من صعوبات وعراقيل ومعيقات ستستمر في المرحلة القادمة ربما بصورة اقل او اكثر الا ان مواجهتها ستكون اقوى واكثر حزما وفي هذا المنحى يمكن ان نشير الى العملية الارهابية التي استهدفت اللواء 115 في محافظة ابين والتي راح ضحيتها شهيدان ولكن المهاجمين من العناصر الارهابية قد ووجوهوا بقوة وسقط منهم قتيل وتم الإمساك بآخرين وهذه العملية تعطينا مؤشرا الى ان الأمور لم تعد مثلما كانت في الفترة الماضية عندما كان وفي هذه المحافظة تحديدا يعتدون على المعسكرات ليقومون باعمالهم الارهابية الإجرامية الدموية ويذهب ضحية إجرامهم شهداء ويفرون ومع ذلك يبقى هذا الحادث مؤشرا ولكي يتحول الى ظاهرة على صعيد تعزيز الامن والاستقرار لا سيما فيما يخص موجهة العناصر الارهابية ان تعمل الوحدات والاجهزة الامنية بفعالية مواكبة لمتطلبات واستحقاقات تنفيذ مخرجات الحوار كما ينبغي على مؤسسات الدولة لا سيما تلك المرتبطة بمصالح المواطنين بكفاءة تؤدي الى تغيير ملموس في حياتهم الخدمية والمعيشية في جوانب الأمن والأمان.. وفي هذا السياق نأمل ان يصب تغيير وزير الداخلية ورئيس جهاز الامن السياسي في هذا الاتجاه..مع فهمنا ان المهمة ليست بالهينة لكن متى توفرت الإرادة والعزيمة المتمثلة بمصلحة اليمن والوطن والشعب سيكون هناك نجاحات امنية خاصة فيما يخص مكافحة الإرهاب والتخريب.. نعي حجم ماهو مطلوب تحقيقه او انجازه على الصعيد السياسي والاقتصادي والامني لكننا ايضا متفائلون لأننا اجتزنا الأصعب والأخطر ولا خيار الا ان نمضي إلى الامام في هذا بدون اوهام في بناء يمن المستقبل .