آه يا بلدي
علي العماري
ماذا يحدث في بلاد العرب والمسلمين فمنذ فتحنا عيوننا على العالم وهم في حالة احتراب واغتراب ومجازر ومذابح دائمة بلا توقف وما أن تضع الحرب أوزارها في دولة عربية أو إسلامية حتى تشتعل أوارها في دولة أخرى¿
إلى متى يا عرب ويا مسلمون كل هذا الانتحار الجماعي والموت المجاني البطيء والقتل والدمار والخراب والعبث بالأرواح البريئة وكم من الوقت سيستمر مسلسل العنف ونزيف الدم العربي المسلم المتواصل منذ عشرات القرون¿
وهل ولدنا لنحيا حياة البشر الكريمة أم أننا خلقنا لنكون وقودا وزيتا ونارا لتجار الحروب ومشعلي الفتن والأزمات حتى صرنا محط سخرية الآخر فلا نحن فقراء نعيش بسلام ولا أننا أغنياء نستمتع بثرواتنا بل أن نعمة النفط تحولت إلى نقمة لا يحسدنا عليها عاقل عدا المجنون أو المعتوه.
أين تكمن المشكلة في حقيقة الأمر هل في العقلية العربية المتحجرة والمتخلفة أم في نمط حياتنا البدوية الصحراوية القاسية في الحاكم أو المحكوم الفقر أو الثرى أم أننا عالم مختلف عن عالم البشر ننتمي لكوكب آخر غير كوكب الأرض¿
إنه لأمر محير فعلا حال العرب والمسلمين ولكن ما العمل هل علينا أن نستعين بحكام مستوردين من تايوان وسلطنة بروناي وجزر المارشيل لنشر قيم الحرية والعدالة والسلام على أرضنا بإقامة دولة العدل والمساواة والإنسانية لا ظالم فيها ولا مظلوم دولة تنتصر للضعيف ضد القوي تضع الجميع تحت سلطة القانون من أكبر مسؤول إلى أصغر موظف.
لماذا نستغيث بأجانب ليحكمونا لأنهم رفعوا من قيمة الإنسان فوضعوه في المكانة المناسبة وعاملوا الحيوان برفق وإحسان حتى كلابهم تحظى بمكانة عالية ورفيعة من حيث الرعاية الصحية ونوعية الطعام والمأوى النظيف حتى أن أثرياء الدول الغنية الذين ليس لديهم ورثة يسجلون مليارات الدولارات من ثرواتهم بأسماء كلابهم لتنعم بها بعد موتهم أما هنا من حيث تكثر الثروات فالسواد الأعظم من الناس يعيشون ويموتون فقراء رغم الثراء الفاحش في أراضيهم ولا ترتقي حياتهم المعيشية إلى مستوى معيشة قطط أميركا وكناغر استراليا.
الأمر يستحق العناء فالمواطن العربي المسلم واليمني على وجه التحديد سئم النزاعات والصراعات والحروب وحياة اللجوء والنزوح والاغتراب ويتوق اليوم أكثر إلى حياة الأمن والأمان والسكينة والاستقرار على أرضه كواقع معاش وحقيقه لا تقبل الإدعاء والتزييف والتشويه وقلب الحقائق والأوضاع لخدمة الحاكم.